دروس وعبر من إعصار دانيال

أ. نجوى الشيخي

إنني في هذه الكلمة، أتحدث وأمامي عدد كبير من الشهداء وأمام حدث مزلزل كبير.
في أي بلاء في أي محنة يمر به الإنسان يجب أن يخرج بدروس وعبر.
1- إن الكون له رب، وإن الله مدبر لهذا الكون، وإن الكون مسخر من الله تبارك وتعالى. الناس وهم مطمئنون في بيوتهم على أسرهم إذ البلاء ينزل بهم وهو قضاء الله، فالأرض أرض الله ونحن عبيد الله، يفعل بنا ما يشاء، لا نملك لأنفسنا حولا ولا قوة، لا نملك إلا أن نقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون)، رضينا بقضاء الله وقدره.
بينما هم في طمأنينة وسكينة إذ بالحال يتبدل، أسر كاملة رحلت.
2- يجب أن يعرف الإنسان حجمه وأنه صغير جدا، وأنه من المتوقع أن يبتلى بأي شيء فهو ضعيف.
فالإنسان يملك المال ويملك الصحة والسلطان ويمشي على الأرض (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى).
هذه البلايا تبين له حجمه الطبيعي، البيت الكبير الذي بنيته قد يكون هو سبب هلاكك، الأرض الكبيرة التي أخذتها من حق إخوتك يمكن أن تدفن تحتها ولا يدري عنك أحد.
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا،
بل اعمل لآخرتك كأنك تموت الآن،
لأنك قد تموت في لحظة.
في ليبيا الناس احتموا ببيوتهم عندما حدث الإعصار، فأتاهم الموت، وفي المغرب الناس رغم هروبهم أتاهم الموت (كل نفس ذائقة الموت)
في أي أرض وتحت أي سماء أنت ميت.
3- الإنسان يجب أن يعتبر بما شاهد من البلاء الذي نزل على الناس؛ فيزداد إيمانا، ويجتهد في العمل الصالح، فعلى الغافل أن ينتبه لأن بلاء الله يمكن أن يأتي في أي لحظة، مثلما أخذ الله الناس أمام أعيننا قادر أن يأخذنا ويجعلنا عبرة لغيرنا.
إذن وجب علينا أن:
1- نخاف من ربنا مهما بلغت قوتنا، فالله أقوى منا.
2- ينزل البلاء امتحانا للناس وتطهيرا لذنوبهم.
أو بسبب ذنب إنسان أو مجموعة أذنبت.
كلنا محتاجون إلى التوبة والعودة إلى الله.

أسال الله أن يتقبلهم من الشهداء، وأن يلطف بأهاليهم، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين.