رسالة علماء الأمة إلى أبناء الأمة الإسلامية وإلى المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك
أولاً: يؤكد علماء الأمّة أن الخطر القادم خلال الأيّام القادمة والمتمثل بالتحشيد لاقتحامات صهيونية واسعة وكبيرة للمسجد الأقصى المبارك فيما يسمّى عيد الفصح العبري والسعي إلى ذبح القرابين داخل مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، يمثّل تكريساً للسيادة الصّهيونية الكاملة على الأقصى المبارك، ويعد وتطبيقاً عمليّاً للتقسيم الزماني والمكاني وانتهاكاً لأقدس مقدسات المسلمين بعد الحرمين الشريفين وهو إهانة لكلّ مسلم على هذه الأرض تجب مواجهته بكل السبل الممكنة.
ثانياً: يؤكد علماء الأمّة مجموعة من الثوابت بشأن المسجد الأقصى المبارك، وأنه بمساحته كاملة وأسواره وكلّ ما دارت عليه الأسوار حق خالص للمسلمين وليس لغيرهم فيه أيّ حقّ أبدًا، والدّفاع عنه وتحريره ودعم المدافعين عنه من المرابطين والمجاهدين من أعظم صور الجهاد المبرور، وأيّ إقرارٍ لغير المسلمين بأيّ حقّ فيه فهو خيانةٌ لله ورسوله وسائر المؤمنين، وكذا الإقرار بأي صورة من صور السيادة والقرار بشأنه، وأنها يجب أن تبقى للمسلمين حصراً مهما بلغت التضحيات وإن غلبة الكيان بالميدان لا تبيح الإقرار بذلك أبداً.
ثالثاً: يفتي علماء الأمة بوجوب الاعتكاف في المسجد الأقصى المبارك على مدار الساعة في أيام رمضان المبارك، هذا الاعتكاف إنما هو رباط واجب وجهاد في سبيل الله تعالى لدفع عدوان الصهاينة ومجابهتهم بكلّ ما يمكن من وسائل حال اقتحامهم مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وإنّ علماء الأمّة إذ يحيّون المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك فإنّهم يدعونهم إلى فرض الاعتكاف بالقوة وكسر الأقفال ودخول مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلم في حال منعهم من ذلك.
رابعاً: يفتي علماء الأمة بوجوب فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك طيلة أيام السنة ليلًا ونهارًا على مدار السّاعة وحرمة إغلاقه في وجه المعتكفين المرابطين، وأنه يجب وزارة الأوقاف الأردنيّة تطبيق هذه الفتوى، وأن مهمتها أن تكون حارسًا أمينًا على الأقصى المبارك كما هو العهد والمأمول وعدم الرضوخ لأية مطالب صهيونيّة أو التساوق مع الإرادة الصّهيونيّة.
خامساً: يؤكد العلماء وجوب شدّ الرّحال إلى الأقصى المبارك على كلّ قادرٍ على الوصول رباطاً في سبيل الله وجهاد المحتلين الغاصبين، والسعي للوصول إلى أقرب نقطةٍ منه ومشاغلة الصهاينة في حال تمّ منعهم من الوصول وإيقاع النكاية في صفوفهم بالوسائل الممكنة، فلا بد أن يشعر العدو بفداحة ثمن عدوانه على الأقصى وتحمل التبعات والمشاق فهي طبيعة الجهاد (فهو ذات الشوكة).
وإن واجب شد الرحال مطلوب من كل قادر على ذلك ولو بشق الأنفس وتحمل الصعاب وتسلق الجبال والجدران للوصول إليه.
سادساً: يعلن علماء الأمة أن الجمعة الثالثة من شهر رمضان المبارك يوماً للغضب للمسجد الأقصى المبارك على مستوى الأمة الإسلاميّة، ويجب أن يرى العالم كلّه هذا الغضب لمسرى النبيّ صلى الله عليه وسلم بمحاصرة سفارات الصهاينة وقنصلياتهم في البلدان المختلفة، والمظاهرات في مختلف الساحات والميادين، وأن تهتز المنابر غضبًا للمسجد الأقصى المبارك وأن تكون وسائل الإعلام في تغطية مفتوحةٍ لهذه الغضبة.
سابعاً: يوجه العلماء نداءهم إلى كلّ مسلم غيورٍ في هذه الدنيا ليكون مساندًا للمرابطين في الأقصى المبارك بكل ما يستطيع من البذل؛ بذل الأموال وبذل الأوقات وبذل الكلمات وبذل التأثير وبذل الجهد والطاقة، وهذا من الواجبات الشرعيّة التي تجعل المسلم شريكًا في الرباط والدفاع عن مسرى النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
ثامناً: يدعو العلماء إلى الاعتكاف العظيم على غرار الفجر العظيم اعتكافاً لكل ما تبقى من شهر رمضان المبارك وهو رباط وجهاد دفع واجب متعين.
12 رمضان 1444 الموافق 3 نيسان 2023