سلسلة مقالات كيمياء السعادة
بقلم : أ. فرج كريكش
منذ أن تستيقظ من نومك تحت ولاية هؤلاء -الذين أذهبت سكرة السلطة عقولهم – وأنت تخوض معركة ضارية مع متطلبات الحياة العادية من كهرباء وبنزين وغاز ومرتبات وسيولة وعربدة في الشوارع والمختنقات وصولا إلى الترويع خوفا من الحرب والإفلاس والاستبداد وقهر الرجال
ولكن ما يستفزني حقا وسط هذا العنت والرهق والمواجهات الحياتية التي نواجهها كل ساعة أن ينتفض أحدهم مسرعا كالجن من الصلاة فور تسليمة الإمام مغادرا المسجد على عجل وكأن في الخارج ما قد سيفوته بهجة واستمتاعاً
إلى أين تمضي ؟ ولم كل هذا الاستعجال؟ هل اشتقت كثيرا إلى معركتك المحمومة مع مضخة المياه العاطلة؟ أم إلى الوقوف إلى جانب رجال شركة الكهرباء وهم يعالجون الكابل الذي قطعته جرافات الطريق ؟
استرح قليلا وخذ نفسا من هذه الرحى والطاحونة التي لن تتوقف فإن نفسك المتعبة من هذا العناء تستحق أن تسعد قليلا بذكر ربها وتستعين به ، ولو كان لك أن تسمعها لقالت لك : ( آتِنا غَداءَنا لَقَد لَقينا مِن سَفَرِنا هذا نَصَبًا ) !!
( شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي ﷺ تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت أقوم، فقال: مكانك فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم !!)
يا عزيزي المرهق التعبان هل أدلك على معادلة كيميائية تمنحك التيسير والفرج والآمان وقد يتخطف الناس من حولك التعتير والتقتير ؟
اخشع وحسب !!
إن خشوعك في الصلاة وتدبرك آي القرآن فيها وتأملهُ والوقوف على تسبيحها وحمدها وتهليلها حرفا حرفا ، يتناسب تناسبا طرديا مع مشاكل حياتك اليومية يسرا واطمئنانا وتوفيقا ودعة
جرب أن تحصل على العلامة الكاملة في الصلاة خشوعا ثم ترقب كيف يجعل الله لك نورا تمشي به في الناس سكينة ً وتوفيقا ً
(وَلا تَمُدَّنَّ عَينَيكَ إِلى ما مَتَّعنا بِهِ أَزواجًا مِنهُم زَهرَةَ الحَياةِ الدُّنيا لِنَفتِنَهُم فيهِ!!
وَرِزقُ رَبِّكَ خَيرٌ وَأَبقى
، وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى )