أخبار الجمعيةالكلمة الأسبوعيةعاممقالات

عام هجري جديد

عام انقضى من أعمارنا ولا ندري هل قبله منّا ربنا وأنزله في ميزان الحسنات أم لا؟ وعام أقبل علينا يفتح لنا باب الأمل ويعطينا الفرصة الجديدة لتعويض ما فات من أعمالنا، ولنصلح ما فسد من شأننا.
اللهم بارك لنا في شهرنا وعامنا وبلدنا، وأصلح أحوالنا واختم بالسعادة آجالنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا يا أرحم الرحمين.
تمر بنا ذكرى الهجرة فتذكرنا بالتأسيس الأول لدولة الإسلام الأولى، التي بنيت على ثلاث دعامات رئيسية:
الأولى: الصلة الخالصة بالله وتمثلت في المسجد مكان العبادة والسياسة والحياة الاجتماعية، فلم يعرف الإسلام تلك التصنيفات بل كانت الحياة كلها مرتبطة بالله سبحانه وتعالى، والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا: أين نحن في علاقتنا مع الله، وهل التزمنا بشرعه ونفذنا أوامره وانتهينا عن معاصيه؟
الثانية: الأخوة في الدين، أساس بناء المجتمع وسر قوته وحصنه المنيع، وهذا يحتم علينا أن نسأل أنفسنا أين هي أخوتنا في الله وكيف حالها، ولماذا لا نستعيدها ونجعل شعارنا ﴿إِنَّمَا اَ۬لْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٞ﴾، ونوقن أن الوحدة سبيل النصر، ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اِ۬للَّهِ جَمِيعاٗ وَلَا تَفَرَّقُواْۖ﴾، وأنه السبيل لنصرة إخواننا في غزة وكل فلسطين بل وكل المسلمين في أنحاء المعمورة.
الثالثة: الدستور والقانون المنظم للعلاقات والمبين الحقوق والواجبات، والمحافظ على كيان الدولة من الإهمال والحافظ للحقوق، ولذلك أمر الدستور والالتزام به ليس أمرا من نافلة القول بل هو أصل ودين. والمسلمون على شروطهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
تمر بنا هذه الذكرى فتذكرنا بالطريق الذي سار عليه المصطفى ﷺ، وكيف أن الله تعالى نصره وحماه حتى بلغ رسالة ربه وأقام الكيان الحافظ لدينه وربّى الجيل الذي نشر الإسلام في ربوع الدنيا في فترة وجيزة.
تمر بنا هذه الذكرى، والعالم يمر بمخاض التغيير، ينشد الخلاص من الظلم والطغيان وهدر الأنفس والأموال، ويبحث عن الاستقرار والأمان النفسي والاجتماعي، ونحن أمة المصطفى ﷺ نملك العلاج، وبيدنا ما ينشده العالم، فنحن أحفاد ربعي بن عامر الذي حدد الرسالة وبين المهمة بقوله رضي الله عنه: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام)، فلا بد أن ننهض من جديد لنحمل لواء الحق وننشر العدل في العالم.
اللهم تقبل منا عاما مضى، واغفر لمن قضى نحبه، وأصبح في جوارك، واحفظ على الحق من بقي على قيد الحياة، واجعل عامنا القادم عام خير وأُلفةٍ ومحبة ووئام، وأعنا على بناء وطننا، واحفظه من كيد الكائدين، واجعله دار أمن وأمان، وسائر بلاد المسلمين، يا رب العالمين، والحمد لله رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى