عد السوايا وتقييد الاحوال

أ. فرج كريكش
الشيخ عبد النبي الهتش وهو أحد مشايخ قبيلة المغاربة شخصية طريفة سريعة البديهة حاضر الحجة والعبارة ولو كان كاتبا لكان من أشهر كُتاب الأدب الساخر
ذات يوم كان يمسك بين يديه مسبحة وقال له بعض الشباب المتحمس إن استخدام (السبحة ) بدعة !!
فأجابهم الشيخ : أنا لا أسبح ، أنا ( نعد في سواياكم )
استحضرت هذه القصة وأنا أتابع الذين يحشرون أنوفهم في مسائل لا تخصهم ولا تمس مصالحهم ولا شعورهم ولا أموالهم ولا سلسفيل أهاليهم
السفينة التي ذهبت لغـــزة ملك شخصي لرجل من مدينة درنة فما دخلك أنت ؟وما دخل دولتك وأمنك والوطني ؟أُحتجزت السفينة في إســـرائيـــل أو احترقت في البحر
محمد الجراح يأتيه أناس بالغون عاقلون بكامل قواهم العقلية ويتبرعون بحر مالهم ليكفلوا عائلات وأيتام في غــزة لم يأخذوا تلك الأموال لا من كيستك ولا من كيسة أبيك فما شأنك وما الذي يزعجك ؟
آلاف اليخوت تسرح وتمرح في البحر المتوسط ما الذي أزعجك في اصطياد عمر الحاسي للأسماك بالقرب من بحر غـــزة
أنا لا أستطيع أن أفهم من اعتراض هذه الأصوات النشاز الكريهة إلا أنهم يمنعون الماعون ويحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله
الحاج رمضان الفيتوري وهو أديب درناوي ساخر ولكنه كالشيخ عبد النبي لم يكتب في حياته لا مقالا ولا منشورا ، اعترضه أحدهم في الصلاة يسأل عن الخاتم الذي بين أصابعه هل هو ذهب أم لا ليفتي له بحرمته فأجابه الحاج رمضان بلهجة درناوية رصينة
( ما تقولي ؟ انت جاي تصلي ولا تقيد في الاحوال )