بقلم / عبدالله الشلمانيمن قلبٍ محبٍ صادق إلى قلوب إخوةٍ وأخواتٍ لهم في ذلك القلب المكانة والمنزلة التي لا يعلم علوَّها وسموَّها إلا الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، ثم أما بعد: فإنني أتوجه أنا العبد الفقير كاتب هذه الكلمات ومنضد هذه السطور المتواضعة، إلى قلوبكم الصافية النقية قبل آذانكم وأسماعكم، وإلى عواطفكم ومشاعركم وأحاسيسكم الرقيقة والعذبة، قبل عقولكم وتفكيركم واتجاهاتكم وقناعاتكم……. ..باسم خفقات الفرح في وجدانكم عند أوبة غائبٍ لكم من سفرٍ بعيد ،وباسم ضحكات البراءة المشرقة على شفاه أطفالكم عند ارتدائهم في صباح العيد للحلل الجديدة .وباسم ما تبوح به نظراتكم من آلاف الكلمات والقصائد والمعاني عند لحظات الصفاء والحميمية والوجد ، بينكم وبين من تألفون من الأحباب والإخوان .أتوجه إليكم باسم كل دعوة خيرٍ ليس بينها وبين الله حجابٌ تصدر من أعماق روح أمٍ حنونٍ أو أبٍ شفيق . وكل همسة ودٍ تشي بها ابتسامةٌ لكم في وجه إنسان لا تبتغون من وراء حبه ووصله إلا رضا الله رب العالمين ..باسم كل نفحةِ عطرٍ من زهرةٍ زرعتموها في أفنية بيوتكم العامرة بالحب والخير وتقوى اللطيف الرؤوف سبحانه ، بيوتكم المؤمنة الدافئة الرائعة ، التي ضربت للعالم عبر العصور والأزمنة – عندما كنا ( ذات يوم ) خير أمة أخرجت للناس – الأمثلة العليا والراقية في التسامح والتعاضد والتكاتف والحب والإخاء عند كل النوازل وفي مختلف الظروف ..أتوجه إليكم وأدعوكم باسم كل ما ذكرت من المعاني وباسم كل ما لم أذكر ، أن تتخذوا يا أحبتي من الغد الآتي نقطة بدايةٍ تغيرون ابتداءً منها حياتكم إلى الأفضل والأنقى والأروع . أن تنبذوا ما كان قد شجر بينكم من خلافات كان سببها الشيطان الرجيم ، وترموها وراء ظهوركم .. أن تجعلوا من التسامح وطهر النوايا شعار أيامنا القادمة .. ومن الإبتسامة عنوان مستقبل العلاقات بيننا وبين من كنا معهم على خلافٍ وشقاق .. ولنتذكر قول سيد الكائنات بأبي هو وأمي ، عندما وقف أمام من عذبوه وآذوه وظلموه وأخرجوه ، فسألهم : ما تظنون أني فاعلٌ بكم ؟ ثم تركها كلمةً من بعده بها يهتدي بنو ( الإنسان ) إلى منابع الطهر والنقاء والصفاء , قائلاً عليه أشرف الصلاة وأتم التسليم : ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) .. قولوها لكل من أساء إليكم يا أحبتي .. قولوا : إذهب فقد صفحنا وعفونا وغفرنا