أ. مصباح الورفلي
عند بداية الحرب في مطلع شهر نوفمبر جاء أحد الناشطين بكاميرا نقّالة بين رُكام المباني المنهارة من شدّة القصف في شمال غزة، مواسيا صاحب عقار من عدة طوابق بعد انهياره جالسا على ركامه..
لم يكن ردّه إلا بكلمات وجيزة وبليغة واست من أتى مواسيا بأبلغ التعابير الصادقة والمفعمة بالإيمان بالقضية والثقة بقيادة المقاومة ورجالاتها وجنودها المرابطين المخلصين..
ردّ قائلا:
كل شيء يتعوّض..كل شيء فداء الأقصى والمقاومة…
فلنقف عند هذه الكلمات ولنتأمل في مضمونها!وكيف جاءت؟..
نعلم علم اليقين أن المقاومة أعدّت جيلا مؤمنا بالقضية ليكون حاضنة، وما كانت أن تترسّخ لولا صدق رجالها ومواقفهم المخلصة البعيدة عن حب الذات، والمتاجرة على حساب القضية والترقّي على سُلّم النفعية الضيّقة، يتخذون من الحاضنة وإخوانهم جسورا لبلوغ الغايات الذاتية، والاستغناء والثراء على كل التضحيات؛ وذلك النهج الذي سلكته حركة فتح، فسقطت من أعين الفلسطينيين فاختاروا غيرهم ليكونوا عنهم بديلا..
هكذا علّمتنا مدرسة حماس.. وعلى أبناء الحركة الإسلامية التعلّم من دروسها، وإلاّ فإن سقوطهم سيكون قريبا ومدوّيا وما دحلان عنكم ببعيد..