ودعت دارك- عمروالنامي
فرج كندي
بعد اعتقاله لمدة سنتين أيقن نظام انقلاب سبتمر 1969 في ليبيا أن الشاعر والمفكر “عمرو النامي” يمثل شوكة في حلقه بما يحمله من أفكار وتوجهات لا تنسجم مع مشروعه العسكري الانقلابي؛ فقرر تهجيره ونفيه عن البلاد؛ بعد أن اعتقله سنتين.
فطلب منه أن يغادر البلاد وأعطى له حرية اختيار المنفى الإجباري؛ فاتّجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن نظام الانقلاب طلب منه ترك الساحة الأمريكية والتوجه إلى اليابان سنة 1979، فأنشد النامي قصيدته الرائعة الخالدة التي مطلعها (ودعت دارك).
ودعت داركِ رغم الشوق للدارِ
والدار ذات أحاديث وأخبارِ
يا دار أمسيت بالأحزان غامرة
تهدي همومك من دار إلى دارِ
نفسي الفداء لأرض عشت محنتها
ثم ارتحلت وحيدا غير مختارِ
مبدد الحول لا زاد ولا أمل
إلا علالات أفكار وأشعار
أنّى ارتحلت فإن القلب يعطفني
إلى الأحبة في شوق وإصرارِ
بالأمس كنت عرين المجد يا وطني
وتدرج الفضل في سهل وأوعارِ
وضعت آثار مجد أي آثار
وأمهرت أرضك الأبطال من دمها
تسخو به بين أنجاد وأغوارِ
واليوم لا شيء غير الحزن يا وطني
وغير أنّات أطيار لأطيارِ
(وما أشبه اليوم بالبارحة كما قالت العرب في حكمتها وأمثالها)