(( أحب الواقعية ))
✍ د. سعد الكبيسي
نعم أحب الواقعية بكل عقلي وقلبي حبا لا يطغى على حب المثالية والطموح والأمل.
_ أحب الواقعية لأنها لا تعني أبدا الاستسلام والتنازل وترك الطموح وتبرير الخطأ.
_ أحب الواقعية لأنها تدخل في كل شيء في العبادة والدراسة والزواج والتجارة والدعوة والسياسة والتربية والوعظ والعلاقات والأخذ والعطاء والفرح والحزن والحب والحرب.
_ أحب الواقعية لأنها تعطيني التصور الحقيقي لا الوهمي عن الأشخاص والأحداث والظروف والإمكانات.
_ أحب الواقعية لأنها تضبط التوقعات وتبنيها على المعطيات القطعية لا المظنونة والمفترضة.
_ أحب الواقعية لأنها تخفف إنكاري على المقتصد وتعمق مساندتي للسابق بالخيرات.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أثُبّت قدمي في الحاضر وعيني على المستقبل.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أسير في طريق أعرف محطاته ولا أدع معرفتها للمجهول.
_ أحب الواقعية لأنها تعرفني بطاقتي وإمكاناتي دون مبالغة أو تهوين.
_ أحب الواقعية لأنها تعلمني أن الجنين لا يأتي إلا بعد تسعة شهور، وقد يعيش فيما دونها لكنه استثناء يؤكد القاعدة.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أسير في تصالح مع سنن الله في الخلق، فلا أصادمها أو أحاول خرقها.
_ أحب الواقعية لأنها تعبر عن الصدق والوضوح في بيان الأحوال، دون تدليس أو تصدير للوهم والأمنيات.
_ أحب الواقعية لأنها تعرفني بنقاط قوتي وضعفي، بحيث أسير للأمام مستعينا بقوتي مراعيا لضعفي.
_ أحب الواقعية لأنها تعلمني أن الإنجازات الكبيرة تأتي من الإنجازات الصغيرة.
_ أحب الواقعية لأنها تكلفني عند تجاهلها الكثير، وقد توقفني بعد ذلك عن المسير.
_ أحب الواقعية لأنها تمكنني من بناء قلاعي على أسس راسخة لا على رمال متحركة.
_ أحب الواقعية لأنها الشيء العادي والطبيعي، أصل من خلاله إلى غير العادي والطبيعي وقد لا أصل، وأنا رابح في الحالتين.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أخلع نظارات التزويق والتزييف والتجميل والألوان الحاجبة عن حقيقة المشهد.
_ أحب الواقعية لأنها شطر الاجتهاد في الدين، إذ قام على ركني فقه الدين وفقه الواقع.
_ أحب الواقعية لأنها صراحة رسولنا صلى الله عليه وسلم مع أبي ذر وضعفه، وعفوه عن حاطب وخطأه، وإقراره لخالد في مؤتة عند انسحابه، ومع المؤلفة قلوبهم في كثرة عطائه، رضي الله عنهم أجمعين.
_ أحب الواقعية لأنها صبر رسولنا صلى الله عليه وسلم عن قتل سمية وآل ياسر، وحربه بعد ذلك بسبب كشف عورة مسلمة.
_ أحب الواقعية لأنها تدرج والتدرج من سنن الله، لأن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أقبل بالألوان الرمادية في كثير من مجالات الحياة، عدا ما لا يقبل إلا الأسود والأبيض مثل العقيدة.
_ أحب الواقعية لأنها مرعية في ديني في حال ضعفي، ولهذا كانت الرخص والضرورات.
_ أحب الواقعية لأنها المنطلق للوصول إلى المثالية أو لنصفها أو لربعها أو لخمسها بحسب الوسع والمستطاع.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أنظر بعقلي مع قلبي وبعيني مع مشاعري وبحساباتي مع حسن ظني.
_ أحب الواقعية لأنها تُظهر الحقيقة كاملة كما هي ولو بعد حين.
_ أحب الواقعية لأنها لا ترميني مرة واحدة في جب اليأس والإحباط، بل ترفعني إلى القمة خطوة خطوة.
_ أحب الواقعية لأنها تتقدم إلى المثالية بشجاعة الواعي وإقدام الخبير وحكمة المجرب.
_ أحب الواقعية لأنها إقرار بالظلام مع تلمس النور، واعتراف بالضعف مع إعداد القوة.
_ أحب الواقعية لأنها جسر لا بد من عبوره للمثالية، فالمسافة بين الضفتين ليست قصيرة وإلا فهو الغرق.
_ أحب الواقعية لأنها أهداف بُنيت على إمكانات، وآمال على مقومات، وطموحات على استطاعات.
_ احب الواقعية لانها راحة للنفس وإدراك للحياة وتوازن في التفكير ونقطة انطلاق نحو الهدف.
_ أحب الواقعية لأنها تجعلني أرفع الشعار وخلفه حقيقة ومشروع وأعلن الهدف وتسنده وسائل حاضرة.
_ أحب الواقعية لأنها ملامسة للجراح وتشخيص للداء وتحديد لنوع العلاج.
_ أحب الواقعية لأنها مرة القبول لكنها حلوة المآلات.
_ أحب الواقعية لأنها إيمان بالله بعد بذل السبب، وتوكل عليه بعد حمل الزاد.
_ أحب الواقعية لأنها ضمان لفهم أي شيء وتقدير أي شيء ونجاح أي شيء.