الكلمة الأسبوعية

أَسَاسُ نَهضتِنا وَسِرُّ قُوَّتِنا

 

سْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ

يقول الله جل في علاه:وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ فَٱحۡكُم بَیۡنَهُم بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡ عَمَّا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ لِكُلٍّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةً وَمِنۡهَاجاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمۡ أُمَّة وَ ٰحِدَة وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَكُمۡ فِی مَاۤ ءَاتَىٰكُمۡۖ فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰتِۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِیعا فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ]المائدة ٤٨[
تنوّع الشعوب والأمم واختلافها في عاداتها وقيمها أمر طبيعي ومشاهد، ولو لم يكن ذلك كذلك؛ لما كانت الحضارات وتنوعها والتجارب وتعددها والعادات واختلافها.
ونحن في بلادنا –لا شك– لدينا عادات وتقاليد ومفاهيم وقيم نابعة من ديننا أولا ومن طبيعة مجتمعنا ثانيا، ومن المهم المحافظة عليها ورعايتها وتنشئة الأجيال عليها حتى تستمر وتحافظ على تماسك المجتمع وقوته ويكمل الثاني ما بناه الأول.
هذا ليس بدعا من الأمر فكل الشعوب تنطلق في حركتها من قيم ومبادئ نشأت عليها، وهي تعمل جاهدة للمحافظة عليها بغض النظر عن صوابها من خطئها، ملاءمتها من عدمها، فالغرب ينطلق في كثير من أعماله معتمدا على أفكار أرسطو وأفلاطون، ويُقسِم ملك بريطانيا الجديد على الحفاظ على مبادئ وقيم الكنيسة البروتستانتية، فكيف بنا ونحن ننطلق من قاعدة قوية وصلبة متينة ذات أسس صحيحة وعادلة، لأنها منطلقة من دين سماوي ارتضاه لنا رب العالمين الخبير العليم. وعلى هذا الدين وقيمه نشأت الحضارة الإسلامية التي ملكت الدنيا قرونا عديدة، وكانت قبلة الدنيا في السلوك والأخلاق والعلم والتطور والآداب، في الوقت الذي كان يسود فيه الجهل والعقائد الخرافية الأمم الأخرى، وما تقدموا إلا بعد أن نهلوا من معين هذه الحضارة الزاهرة، فأنارت لهم الطريق، فأخذوا زمام المبادرة وجدوا واجتهدوا، وتقاعسنا وتخاذلنا، فتقدموا وتأخرنا، وأصبحوا هم قادة الدنيا، ونحن في ذيلها. فكيف ننهض من جديد؟ وكيف نستعيد مجدا؟ ونبني وطنا؟ لا شك أنّ لدينا مبدأ الأمر، وقاعدة الانطلاق؛ إنها قيمنا وديننا وأخلاقنا التي نهضت عليها أمتنا في السابق، وكما قال الإمام مالك: (لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها)، فقد بنيت حضارتنا على أساس من ديننا، فكان التقدم الحضاري في المجال الإنساني واضحا، دون إهمال لما قدمته الحضارات السابقة من ثمار مفيدة، بل استفادت منها وطورتها، وقدمت للبشرية أعمالا مهمة وأفكارا مفيدة، مرتبطة بقيم سامية، وقواعد أخلاقية راقية، فهل يمكننا أن نعيد الكرَّة، ونبني حضارة، ونقيم صرحا شامخا على أسس من ديننا وقيمنا وأخلاقنا؟
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى…..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى