الكلمة الأسبوعية

إلى خطبائنا وأئمة مساجدنا 2

بسم الله الرحمن الرحيم

خطاب الخيرية الذي اختص هذه الأمة لم يكن مطلقا، وإنما هو مقيد بمهمة وخاصية، وقد قدم المهمة للأهمية، فقال تعالى: “كُنتُمۡ خَیۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ”، وأتبعها بالخاصية، وهي قوله تعالى: “وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ”، وبالتالي إذا لم نلتزم بها؛ فسنفقد هذه الخيرية، ومن المعلوم أن المرشد في ذلك هم الأنبياء وعلى رأسهم نبينا محمد ، ومِن بعده العلماء والخطباء والوعاظ، وكل ذي مسؤولية في نطاق مسؤوليته في المجتمع والدولة والأمة.
إن دور الخطباء والوعاظ، وكذلك معلمو القرآن الكريم، والمعلمون عموما؛ كلهم لابد أن يدركوا المهمة الموكلة عليهم، ويقوموا بها على أحسن سبيل، وأقوم طريق، بأسلوب نافع، وطريقة جذابة، وبيان واضح، مع استمرار وصبر، ألم تسمع إلى قول لقمان لابنه، وهو يعظه، حين قال: “یَـٰبُنَیَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَاۤ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَ ٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ”.
وهنا يمكن أن نذكر عددا من المهام المنوطة بالخطباء والوعاظ وغيرهم، وهي ليست للحصر وإنما للمثال، وهناك غيرها، وهي:
1) التربية بالكلمة والموعظة والقدوة الحسنة، فالواعظ والخطيب ينبه مستمعيه إلى خير فيتبعوه أو إلى شر فيجتنبوه، وهو يكرر على مسامعهم بأسلوب حسن يتخولهم بالموعظة، وهو أمامهم مثال وقدوة فيما حدثهم، إضافة إلى أنه يتفقد أحوالهم؛ ينصح مسيئهم، ويأخذ بيده، ويشجع محسنهم، ويثني عليه.
2) نشر الوعي العام بالقضايا التي تهم الناس؛ فيبين لهم، ويرشدهم إلى الطريق القويم، دون تشدد أو تعنت ولا تفريط أو تهاون مذموم، شعاره خير الأمور أوسطها.
3) ربط الناس بالمسجد وترغيبهم في القدوم إليه؛ بحسن التعامل وجميل الاستقبال، ومراعاة ظروفهم، فلا يطيل وقت انشغال الناس، ويتحسس حاجاتهم، ويعينهم بما استطاع، يتفقد غائبهم ويعود مريضهم، ويوفر لهم البيئة المناسبة للحديث والإفادة والترويح.
هذه كما ذكرنا آنفا بعض المهام، التي يمكن التفريع عنها بغيرها، واللبيب بالإشارة يفهم، ومن جعل الإصلاح طريقه وفقه الله، وفتح له أبواب الخير وطرق الفلاح.
“اللهم اهدِنا، واهدِ قلوبنا، واشرح صدورنا، ويسِّر أمورنا، وفرِّج كروبنا، واقضِ ديوننا، وأصلِح أحوالنا، وبلِّغنا آمالنا، واجعل الهدى نوراً لنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بك أن نغتال من تحتنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى