عامقضايامقالاتمقالات الرأي

اغتيـ ال صوت غزة

أ.د. عصام البشير – رئيس مؤسسة أمناء الأقصى للدعاة وخريجي الشريعة

الحمد لله القائل: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾، والصلاة والسلام على من بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده.

بقلوب يعتصرها الألم تلقينا جميعا نبأ استشهاد الصحفيين الأحرار الأبطال على أرض غزة الجريحة، وعلى رأسهم الصحفيين الشهيد أنس الشريف، صوت غزة الصادح بالحق، الذي صدع بالبيان وواجه بطش الاحتلال وتهديداته، فآثر الثبات في ساحات البلاء، مقدّمًا قضيته وأمته وشعبه على سلامته وأسرته، حتى لقي ربّه صابرًا محتسبًا.

إن استهداف خيمة الصحفيين في غزة، وقتل أنس وإخوانه، جريمة حرب مكتملة الأركان، يراد بها إخماد صوت الحق وطمس الشهادة على جرائم الاحتلال، وتهيئة الأرضية لعدوان أوسع على القطاع في غياب الكاميرا الحرة والقلم الشجاع.

ونحن إذ ننعى هذا البطل ومن معه، نحذّر من أن الصمت على هذه الجريمة سيشجع العدو على المضي قدما في خطته لاجتياح غزة بالكامل، بما يحمله ذلك من كارثة إنسانية وسياسية غير مسبوقة، لذلك فإننا نهيب بالأمة وقادتها وعلمائها، وبكل أحرار العالم، أن يتحركوا تحركًا عاجلًا وفاعلًا لإحباط المخطط الإجرامي الرامي إلى إخضاع غزة واحتلالها بالكامل، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في كسر الحصار، وضمان تدفق المساعدات، ووقف آلة الحرب، وحماية أهلها من المجاعة والإبادة، فإن غزة اليوم ليست قضية جغرافيا، بل امتحان لضمير الأمة، ومفصل في معركة الحق والباطل.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى