الكلمة الأسبوعية

الأقصى يناديكم

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
تستمر محاولات قوات الاحتلال والمستوطنين الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى في محاولة لتهويد مدينة القدس إيذانا بجعلها عاصمة لدولة الاحتلال
هذه الاعتداءات وتكررها، وما يحدث من ممارسات ظالمة وانتهاك صريح لكل المواثيق والأعراف والأديان وفوق ذلك الأخلاق، هذه الاعتداءات على المصلين والمرابطين في باحات المسجد الأقصى، ولم يفرقوا بين رجل وامرأة أو شيخ وشاب، بل تعرض الجميع للأذى المادي والمعنوي، وكما جاء في تصريحات الهلال الأحمر الفلسطيني عن العدد الكبير من المصابين، الذين تتراوح حالاتهم بين المتوسطة والخطيرة
وها هم يُسيِّرون مسيرة الأعلام التي ابتدعوها منذ سنوات على يد أحد حاخاماتهم، وأصبحت ديدنا لهم في كل عام حيث يسيرون في طريق يمر بساحات المسجد ويمارسون خلاله طقوسهم في عملية واضحة لتحويل القدس إلى مدينة يهودية تكون عاصمة لدولة الاحتلال، وعبر رئيس وزرائهم السابق بوضوح خلال مشاركته أمام حائط مبكاهم؛ على أنه سيكون هناك علم واحد يرفرف على القدس وهو علم دولته
وها نحن نرى العالم يشاهد الانتهاكات والفظائع التي تنقلها شاشات التلفاز ووسائل التواصل المختلفة، لكنهم لا يحركون ساكنا وأكثر ما يفعلونه الاستنكار والتنديد دون فعل شيء على أرض الواقع، ولو فعلوا ربع ما فعلوه في نصرتهم لأوكرانيا لكان الحال غير الحال ولما تعرض شعبنا في فلسطين وبيت المقدس لهذا الأذى والتنكيل
لابد أن نعي جميعا أن قضية الأقصى هي قضية المسلمين أولا، ولا ننتظر من أحد أن ينصرها إن لم نفعل نحن، ومن الضروري أن يشعر المسلم أنه مطالب شرعا بنصرة أخيه المظلوم المعتدى عليه ولا تقف قضايانا المحلية دون بذلنا لما نستطيع من الدعم المادي والمعنوي لأهلنا في بيت المقدس وسائر فلسطين، وهناك من الوسائل الممكنة التي لا تكلف كثيرا من الوقت والجهد لكن لها تأثيرها البالغ في إثارة الرأي العام ضد تلك الممارسات والتركيز عليها وإبرازها، ومن هذه الطرق إبراز ما يحدث في بيت المقدس وأكنافه من خلال الإعلام ووسائل التواصل وكل ما يمكن أن تصل إليه إمكاناتنا
كما أننا لا نرفع التبعة عن الحكومات والدول، فعليها مهمة كبيرة، ولا يجوز الاكتفاء بالتنديد والاستنكار، بل وضع الوسائل العملية سواء القانونية أو الدبلوماسية وصنع التحالفات ضد هذا الكيان المغتصب، والضغط على الدول التي دخلت في مراحل التطبيع مع هذا العدو الغاصب لأرضنا بالتراجع عن مواقفهم والانضمام إلى سائر دول العالم الإسلامي والوقوف صفا واحدا ضد هذا العدوان
لا شك أن صبْر ومرابطة أهلنا في باحات المسجد الأقصى يبعث في نفوسنا الثقة والأمل بنصر الله تعالى “وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ “، ولذلك فإننا نشُدُّ على أياديهم ونُثمِّن جهودهم، وندعوهم إلى الصبر، ونقول لهم إن الله معكم وهو ناصركم ومؤيدكم “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”

زر الذهاب إلى الأعلى