مقالاتمقالات تربويةمقالات فكرية

التدبر القرآني وأثره في التربية

التدبر القرآني وأثره في التربية
أ. محمد العوامي

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} سورة ص: 29.
هكذا يُؤكد القرآن الكريم أهمية التدبر في آياته لأجل التفكُّر فيها والتأمل العميق لاستنباط الحكم والدروس منها.

وقد تكررت هذه الفكرة في القرآن المجيد على مدى عدة آيات، مثل قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} سورة محمد: 24.

إنَّ التدبر القرآني له أثرٌ عظيمٌ في التربية، كان النبع الأول الذي استقى منه ذلك الجيل هو القرآن وحده، فما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه إلا أثرًا من آثار ذلك النبع. فعندما سُئلت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها (عن خُلق رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، قالت: أَلَسْتَ تَقرَأُ القُرآن؟ قُلتُ: بلى، قالت: فإِنَّ خُلُقَ نبيَّ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ القُرآنَ) رواه مسلم.

قال النووي: (قولها: «فإنَّ خُلُقَ نبيِّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ القُرآنَ مَعناه: العَمَلُ بهِ والوُقُوفُ عندَ حُدُودِهِ وَالتَّأَدُّبُ بآدابه والاعتبار بأمثالِهِ وقصَصِهِ وتَدَبُّرُهُ وحُسْنُ تِلاوتِهِ).

يعتبر التدبر القرآني من أهم المفاهيم في الإسلام، حيث يشير إلى الاستيقاظ العقلي والروحي والتأمل العميق في آيات القرآن الكريم.
إنها عملية تتطلب تفكيرًا وتأملًا جادًا في معاني القرآن، بهدف الوصول إلى الفهم العميق لرسالته وتوجيهاته.
يتم تحقيق ذلك من خلال قراءة القرآن بتأمل وتفكير وتطبيق ما يتعلمه الفرد في حياته اليومية.

إن تربية الجيل على قاعدة التدبر القرآني لها تأثير هائل وعميق في بناء شخصية الفرد وتطويرها في جوانب عدة.
و يمكننا أن نكمل جهودنا في تربية جيل الشباب على أساس التدبر القرآني من خلال تعليمهم وتوفير النماذج الحية والموارد المناسبة واستخدام التكنولوجيا لتعزيز التفاعل والمشاركة.
إن رسالة التربية من خلال التدبر القرآني تكمن في بناء جيل قرآني فريد قادر على استيعاب القيم والمعاني النبيلة وتطبيقها في حياتهم اليومية، وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة والتقدم في المجتمع.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى