مقالاتمقالات تربوية

التدبر القرآني وأثره في التربية (10)

 

التوكل على الله والاعتماد عليه وقت الشدائد

أ. محمد العوامي

التدبر القرآني وتأثيره في التربية يمثل جانبًا أساسيًا في التربية الإسلامية، والقرآن الكريم يحمل في آياته أعظم القيم والمبادئ التي تساهم في بناء شخصية المسلم، أحد أهم وسائل التدبر القرآني يتضمن فهم القرآن وتفسيره بدقة وتطبيق مضمونه على واقع حياة الإنسان.

وعلماء الإسلام والباحثون يولون عناية خاصة لآيات القرآن الكريم، ورغم تعدد الدراسات والبحوث حولها، إلا أن كل عالم وباحث يمكنه أن يجد عبرة وقيمة جديدة للآيات، ومن بين هذه الآيات التي تحمل قيمًا وعبرًا هو قول الله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل} (آل عمران 173)

هذه الآية تعلمنا أهمية التوكل على الله في مواجهة التحديات والأعداء، فعندما تواجه التهديدات والأخطار، يجب أن نتعلم كيف نثق بالله ونعتمد عليه، التوكل على الله ليس مجرد اعتقاد بأنه سيمنحنا ما نريد، بل قبولنا ورضاؤنا بما يقرره الله لنا.

في الوقت نفسه، يجب أن نعرف أن التوكل على الله له تأثير إيجابي في حياتنا ويمكن أن يكون سببًا لنجاحنا وسعادتنا، عندما نعبر عن توكلنا على الله، يمكن للنعمة والفضل من الله أن تأتي إلينا وأن يحمينا من السوء.

بالإضافة إلى ذلك، التوكل على الله يقوي الإيمان ويزيد الأمل والثقة، فالمؤمن الذي يعتمد على الله في الصعاب يجد أن إيمانه يتزايد ويصبح أقوى، وقد ورد في القرآن الكريم أمثلة عديدة تظهر أثر التوكل على الله في نجاح المؤمنين وتجاوزهم للصعاب.

إن الاهتمام بتدبر القرآن يظهر أهمية فهم وتدبر آيات القرآن وبحثها لاستخلاص الحكم والفوائد. وفيما يلي بعض الآثار التربوية للآية الكريمة:

• تعزيز الإيمان: توضح الآية كيف يمكن للإيمان بالله أن يزيد في القوة النفسية والثقة في الظروف الصعبة وفي مواجهة الابتلاء والفتن مقاييس إيمانية لمعرفة مستوى قوة القلب.

• التوكل على الله: في الشدائد أعظم معين عليها، وأعظم ألفاظ التوكل “حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل” كلما تعاظمت المعوقات والمخاطر في طريقك لتنقلب بنعمة من الله وفضل لا يمسك سوء.

• التفاؤل والصمود: تعلم كيف يمكن للإيمان أن يجعل الإنسان يواجه التحديات بتفاؤل وصمود، فالمؤمن لا يخيفه انتفاش أهل الباطل ولا تهديداتهم، بل يزيده إيمانًا وتفاؤلا.

• الرضا بقضاء الله: تشير الآية إلى أهمية الرضا بما يعطيه الله والاعتماد على عنايته وفضله.

• التواصل مع الله في الصعوبات: يتم التأكيد على أن التوكل على الله في اللحظات الصعبة يمكن أن يكون أساسًا للقوة والسكينة.

• تطوير الثقة بالنفس: تشير الآية إلى كيفية تطوير قوة القلب والثقة بالنفس من خلال الاعتماد على الله والثقة بالله والاعتماد عليه والرضا بقضائه.

• تعلق القلوب بالله: تتعلّق القلوب عند الشدائد بالمخلوقين لهذا شرع الله قول “حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل” حتى لا تغلبه نفسه فتصرف قلبه عن الله فلا يعينه ولا يتولاه.

التوكل ليس ثقة بأن الله يعطيك ما تريد، بل قبولًا لما آتاك، إن التوكل على الله والاعتماد عليه هو مفتاح لنجاح الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة.

فهم هذه النقاط التربوية في الآية يمكن أن يساعد في تحفيز الناس على تطوير صفات إيجابية وتعزيز التواصل مع الله في حياتهم.

*للاستزادة اطلع على مقالات التدبر لهذه الآية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى