مقالاتمقالات تربوية

التدبر القرآني وأثره في التربية (11)

أ.  محمد العوامي

 

{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ

مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ

الْقُلُوبُالْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ  بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)}

“إنها صورة الهول الذي روع المدينة، والكرب الذي شملها، والذي لم ينج منه أحد
من أهلها، وقد أطبق عليها المشركون من قريش وغطفان واليهود من بني
قريظة من كل جانب.
من أعلاها ومن أسفلها، فلم يختلف الشعور بالكرب والهول في قلب عن قلب؛
وإنما الذي اختلف هو استجابة تلك القلوب، وظنها بالله، وسلوكها في الشدة،
وتصوراتها للقيم والأسباب والنتائج، ومن ثم كان الابتلاء كاملا والامتحان دقيقا،
والتمييز بين المؤمنين والمنافقين حاسما لا تردد فيه.
■ (️وننظر اليوم فنرى الموقف بكل سماته، وكل انفعالاته، وكل خلجاته، وكل
حركاته، ماثلا أمامنا كأننا نراه من خلال هذا النص القصير).”(*)
○للآية الكريمة أثر كبير في التربية، حيث تتناول عددًا من القضايا المهمة التي
يجب على المربين مراعاتها في عملية التربية، ومن هذه القضايا ما يلي:
• الثقة بالله تعالى: تشير الآية إلى أن بعض المسلمين شككوا في نصر الله
لهم في غزوة الأحزاب، مما أدى إلى ضعفهم وتراجعهم، ومع ذلك فقد نصر الله
تعالى المسلمين في النهاية، مما أظهر صدق وعده تعالى.
• تأكيد أهمية الصبر والثبات في مواجهة الشدائد والصعوبات: ففي هذه الآية
يصف الله تعالى حال المسلمين عندما حاصرتهم جيوش الأحزاب من كل جانب،
وكيف أنهم خافوا وظنوا أن الله سيخذلهم. لكنهم رغم ذلك صبروا وثبتوا على
دينهم، فنصرهم الله على أعدائهم.
• ضرورة الإعداد النفسي والعسكري للمسلمين. ففي هذه الآية، يذكر الله
تعالى المسلمين بأنهم كانوا قلة أمام كثرة أعدائهم، لكنهم استطاعوا أن يدافعوا
عن أنفسهم بفضل الإعداد النفسي والعسكري الجيد.
وعلى هذا، فإن هذه الآية لها أثر كبير في التربية، فهي تحث على الثقة بالله
تعالى، والصبر والثبات في الشدائد، والتربية على مواجهة الفتن.
(*) في ظلال القرآن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى