عاممقالاتمقالات تربوية

التدبر القرآني وأثره في التربية (13)

 

“أهمية القيادة الراشدة في أزمنة الظلم الصعبة”
(غزوة الأحزاب أنموذجا)

أ. محمد العوامي

{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}
غزوة الأحزاب خير شاهد على أهمية القيادة الراشدة في أزمنة الظلم الصعبة، فقد استطاع النبي ﷺ قيادة المسلمين إلى النصر، رغم قلة عددهم، وضعف إمكانياتهم، وكثرة أعدائهم، وذلك بفضل صفاته القيادية الفذة، وتبين هذه الغزوة أهمية القيادة الراشدة في هذه الأزمنة الصعبة وتتمثل في عدة أمور، منها:

• الحكمة والعقلانية: فقد استطاع النبيﷺ أن يوازن بين المواقف المختلفة، وأن يتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب، ففي بداية الغزوة، لم يندفع إلى القتال، بل اختار الحذر، وعمل على تحصين المدينة، ثم اختار الخندق كأسلوب دفاعي جديد لم يكن معروفًا في ذلك الوقت، وكان له دور كبير في حماية المدينة.
• أهمية الشورى في اتخاذ القرارات: فقد شاور النبيﷺ أصحابه في أمر القتال، وقبل مشورتهم في حفر الخندق، وهذا يدل على أهمية الشورى في اتخاذ القرارات، وأهمية الأخذ بمشورة أصحاب الخبرة والرأي.
• الشجاعة وقوة الإرادة: فقد كان النبي ﷺ قائدًا شجاعًا، لا يهاب الموت، وكان يسير في المقدمة مع أصحابه، ويشاركهم في القتال، وكان نموذجًا يحتذى به في قوة الإرادة، ومواجهة الشدائد.
• الصبر والثبات: فقد كان النبي ﷺ صبورًا ثابتًا، لم ييأس رغم كثرة أعدائه، وطول الحصار، بل كان يبث في نفوس أصحابه الأمل والتفاؤل، ويحثهم على الصبر والثبات.
• التوكل على الله تعالى: فقد كان النبيﷺ متوكلًا على الله تعالى، يدعو الله ويلح عليه في النصر، وكان يعلم أن النصر من عند الله، وأن الله لا يخيب رجاء عبده.
• أهمية التعاون والترابط بين المسلمين: فقد تعاون المسلمون مع بعضهم البعض في بناء الخندق، ودافعوا عن المدينة معًا، وهذا التعاون والترابط كان سببًا في تحقيق النصر.
■ هذه هي بعض الصفات القيادية التي تميز بها النبي ﷺ، والتي كانت سببًا في نصر المسلمين في غزوة الأحزاب، وفي كثير من الغزوات الأخرى.
وفيما يلي بعض الدروس المستفادة من غزوة الأحزاب، والتي تؤكد أهمية القيادة الراشدة في الأزمنة الصعبة:

• أن القيادة الراشدة هي التي تضع الخطط المناسبة للتعامل مع التحديات والمخاطر.
• أن القيادة الراشدة هي التي تتمتع بالحكمة والدراية، وتستطيع اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب.
• أن القيادة الراشدة هي التي تتمتع بالشجاعة والإقدام، وتستطيع تحمل الصعاب ومواجهة التحديات.
• أن القيادة الراشدة هي التي تتمتع بالثقة بالله تعالى، وتعتمد عليه في كل أمورها.
• أن القيادة الراشدة هي التي تضع أهمية للشورى في اتخاذ القرارات.
• أن القيادة الراشدة هي التي تضع أهمية للتعاون والترابط بين المسلمين.
• أن القيادة الراشدة هي التي تضع ضرورة لتوحيد الصفوف وجمع الكلمة في مواجهة التحديات.

وبناءً على هذه الدروس، فإننا ندعو إلى:
• ضرورة الاهتمام بالقيادة الراشدة.
• ضرورة وجود قيادة حكيمة واعية وقادرة على إدارة الأزمات.
• أهمية التخطيط الجيد والتنفيذ الناجح في تحقيق الأهداف.
• ضرورة توحيد الصفوف وجمع الكلمة في مواجهة التحديات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى