التساهل في الحديث الفكري والتربوي والسياسي.

الشيخ د. ونيس المبروك
أرى أن التساهل في الحديث الفكري والتربوي والسياسي … لا يقل إثما وخطرا عن التساهل في الفتوى ، بل قد يكون أخطر أثرا !
لأن كثيرا من الفتاوى تتعلق بجزئيات وفروع في العبادات والمعاملات المحدودة … ، بينما القضايا الفكرية والتربوية والسياسية،… هي التي تُشكل عقل الإنسان وسلوكه ومشاعره، بل قد تصنع له أُطرا تأسر عقلَه، ونوافذَ يرى من خلالها الأحداث والأشخاص، كما أنها تتسم بالكُلية، واتساع النطاق، وتداخل المجالات … وقد يتلقفها المستمع والمشاهد ويقلد صاحبها ظنا منه أن الإعلام لا يستضيف إلا مُتخصصا ورِعاً لا مدعياً متقعراً !
للتخفيف من خطورة هذه الظاهرة ينبغي أن يتحمل المسؤولية ثلاثة أطراف
– الطرف الأول : المتحدث
على المتحدث أو الضيف أن يبذل كل وسعه في التحضير لما يقول والتأكد من دقة معلوماته والتزام أدب الإسلام في الموضوعية وترك التعميم ولغة القطع والإطلاق
– الطرف الثاني : المشاهد
وعلى المشاهد أو المستمع تقليب النظر في ما يسمع ويرى، ولا يقفُ ما ليس له به علم، ويتبين من الدعاوى والأخبار التي يعج بها الفضاء الإعلامي اليوم
– الطرف الثالث :المستضيف
على منصات الإعلام والبودكاست … أن يؤدوا أمانة الكلمة ويضعوا معايير لاستضافة المتحدثين والمحاورين، ولا يحملّنهم البحث عن الإثارة والتشويق وشهرة المتحدث؛ على التفريط في جودة المادة ومصداقيتها وموضوعيتها ونفعها للناس .



