التفاعل السلبي
بقلم: د. سعد الكبيسي
المصلحون وأولهم الأنبياء والرسل ينظرون دائما إلى المساحات التي يستطيعون العمل فيها والارتقاء بها ولا يستهلكون عقلهم وفكرهم ونفسيتهم ومشاعرهم في الامتعاض والحنق من الواقع فرصيدهم من التفكير والمشاعر غال جدا عليهم فلا يصرفونه إلا فيما يحقق الأثر والربح والعائد الذي يزيد رصيدهم ليعطوا من جديد.
لننظر إلى ملايين الناس وهم ينشرون المنشورات المكتوبة والمسموعة والمرئية كل دقيقة حنقا من الأوضاع في كل وسائل الإعلام لتخلق لنا جوا من الحنق والرفض والكآبة والإحباط.
إنه سطو على رصيدنا العقلي والروحي والمشاعري والإنتاجي.
إن تتبع هذه المنشورات لمعرفة الواقع تختلف عن تتبعها لنتماهى ونندمج معها لنقع فريسة في مصيدتها في النهاية.
وإن من أكبر مداخل الشيطان أن نظن أن هذا التفاعل ورد الفعل الساخط مع هذه المنشورات هو المطلوب منا.
لذلك أقول وبكل ثقة: إن أكثر الناس المنشغلين بواقعهم السيئ فقط هم أقل الناس إنتاجا وإنجازا وإصلاحا وحيوية
لنتأمل سوية هذه النصوص:
(يَٰبَنِىَّ ٱذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَاْيْـَٔسُواْ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ).
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا همْ يَقْنَطُونَ).
(كَأَنِّي أنْظُرُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فأدْمَوْهُ، وهو يَمْسَحُ الدَّمَ عن وجْهِهِ ويقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي؛ فإنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
(احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ ولا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شيءٌ، فلا تَقُلْ لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قلْ قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ).