مقالاتمقالات الرأي

الدعوة إلى أخوة الأديان مشبوهة.

الشيخ محمد الغزالي

قالوا الأديان كلها سواء ، وأتباعها جميعاً إخوة لا فرق بين يهودى وبوذي و نصراني ومسلم …
فلم هذا التصارع المتوارث ؟ إن راية الإنسانية تظل هذا وذاك ، فليبق اليهود في فلسطين ولتدم لهم دولتهم !
وليترك للبعثات الكنيسية أن تنصر مسلمى أندونيسيا ، ما المانع ؟ الأديان كلهاسواء أمام رب واحد !!
ينبغي أن نقيم مجمعاً للأديان في كل قطر ، يكون رمزاً للتسامح والتآخي ..!
والحيلة ساذجة ، فإن اليهود الذين أقاموا دولتهم اغتصاباً، يرفضون إقامة دولة للعرب إلى جوارهم ( ! )

والزحف التبشيري في الفلبين واندونسيا يرفض إقامة كيان إسلامي للمسلمين المضيعين هناك ! ..
أى أن السلام المقترح أساسه أن يرضى المسلمون بزوالهم شعباً وحكماً، ويعقب ذلك على مر الأيام زوالهم أفراداً وجماعات .. !

وهذا السلام الذى روج له سماسرة معروفون يرفض من قبل ومن بعد أن يكون الإسلام ديناً له خصائصه التي تميز بها ! إنه دين له قيمة روحية كالقيمة المقررة للهندوكية مثلاً !!

ومن المفيد أن يعرف القارئ أن كلمة « القيم الروحية » من وضع الزعيم الهندى جواهر لال نهرو » وقد عنى بها الأديان كلها ، ونقلها عنه بعض الزعماء العرب ، فلما خفت تأثير الكلمة حل محلها مجمع الاديان وتدريس الأديان كلها في كتاب واحد.

فالأديان كلها سواء على أن ينفرد اليهود بفلسطين ، وتملك الصليبية حق التوسع خصوصاً فى أرض الإسلام وبين أبنائه .
الاقتراح ينطوى على بلاهة سمجة كما يلحظ كل عاقل .. بيد أن سماسرته يعرضونه مع ثرثرة طويلة !
وإذا عجزت الثرثرة عن كسب المؤيدين تولت القوة الإقناع .
ونحن نؤكد أن كل الجهود المبذولة كيما نرتد عن ديننا سوف تبوء بالفشل، وأن الآلام التى تفرض علينا ستصقل معادننا وتنقينا مما أزرى بنا وتجعلنا – إن شاء الله – أهلاً لكسب المعركة الأخيرة .

تحت شعار التوحيد نحيا

ونذكر المسلمين بحقائق ما أخالهم يجهلونها .. إننا نعبد الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ولا يعنى هذا أننا نشترى العداوات أو نفرض على غيرنا ديننا بالإكراه

فليعبد من شاء ما شاء ! وليتركنا تحت شعار التوحيد نحيا وإلى نهجه ندعو .
ليست الإنسانية المزعومة أن تجمع الواحد الذى أومن به مع الثلاثة التي تؤمن بها فيكون الحاصل أربعة ، يؤمن كل منا باثنين على التساوي ، وبذلك تتحقق العدالة !! هذا جنون.

وليست الإنسانية أن أكفر بما عندى وتكفر بما عندك ، ثم نلتقى على الإلحاد المشترك !! هذا أيضا جنون …
الإنسانية المحترمة أن أظل على وحدانيتي ، وتظل إن شئت على شركك وتظلنا مشاعر البر والعدالة والتعاون الكريم . لن أجعل حقى باطلاً لترضى ..
ولن يعنيني سخطك آخر الدهر إذا حنقت بي !
وأنا أومن بأن النبى العربى صلوات الله عليه أشرف من مشى على الثرى وأن أمجاد البشرية كلها التقت في شخصه ، وأن تراث النبوات من بدء الخلق إلى الآن موجود في كتابه وسنته ، وأن تعاليمه نسيج محكم من الوحى الأعلى تزدان الأجيال به وترشد .

المصدر : كتاب هموم داعية للشيخ الغزالي رحمه الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى