اجتماعيةمقالات

الشاعر أحمد الشارف    

التحرير

من مواليد سنة 1872م، بمدينة (زليتن) الليبية، وهو من بيت أولاد يحيى من قبيلة العمايم المشهورة.

حفظ القرآن الكريم صغيرا، كما درس الفقه المالكي، واللغة العربية، في زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر، وزاوية الشيخ محمد الفطيسي بزليتن، وأخذ عن علامة عصره، الشيخ محمد كامل بن مصطفى، ثم اشتغل بالتدريس والخطابة بمسجد بني مسلم بمسلاتة 1906.
وبعد أن تقدم لاجتياز امتحان متطلبات التأهيل للقضاء، ولي القضاء الشرعي في مدينة (تاورغاء)، استمر فيها نحو خمس سنوات، ونُقل إلى مدينة (القره بوللي)، التي استمر فيها قاضيا شرعيا نحو عشر سنوات متتابعة، بعد ذلك انتقل إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث شغل منصب رئيس المحكمة الشرعية العليا.
تعرض للسجن من الاستعمار الإيطالي لما عُرف عنه من شعره الحماسي، الذي كان يلهم حماس المجاهدين ويحضهم على الاستمرار في الجهاد ومقاومة المستعمر بكافة السبل والوسائل، وبعد إطلاق سراحه التحق فورًا بالمجاهدين في غريان التي لم تتمكن قوات الاحتلال الإيطالي من السيطرة عليها بعد، وكانت قاعدة للمقاومة؛ ليصدق قوله بالفعل لا مجرد قصائد يرددها، بل عمل على أن يكون جهاده بالقول والفعل.
وفي معسكر الجهاد في غريان؛ تولى الشيخ أحمد الشارف كاتب أول مفتي غريان، وعقب صلح (بن يادم ١٩١٩) عين قاضيا بمدينة (سرت)، ولما شكلت المحكمة الشرعية العليا (سنة ١٩٢٢) عين عضوا بها وفي سنة (١٩٤٣)، عين رئيسا لها إلى أن بلغ سن التقاعد.

قام الأستاذ “علي مصطفى المصراتي” رحمه الله بإصدار كتاب (أحمد الشارف – دراسة وديوان). وهذا الكتاب يقدم صورة وافية عن الشاعر والعالم والشيخ، وعن الحركة الأدبية في ليبيا في ذلك الوقت، ويؤكد الأستاذ “علي مصطفى المصراتي” أن الشيخ أحمد ظل يكتب الشعر وينشده حتى آخر حياته…….
من أشهر ما كان يردده الناس من قصائده قصيدة رضينا بحتف النفوس، وقيلت هذه القصيدة إبان الجهاد ضد الإيطاليين، يقول في تلك القصيدة:

رضينا بحتف النفوس رضينا        ولم نرض أن نعرف الضيم فينا
ولم نرض بالعيش إلا عزيزا         ولا نتقي الشر بل يتقينا
فما الحر إلا الذي مات حرا           ولم يرض بالعيش إلا أمينا
وما العز إلا لمن كان يفدي            ذماما ويفني عليه الثمينا
وما الخزي والعار إلا لشخص      إلى وطن العز أضحى مهينا

ولشهرة شعره وقوة تأثّر الناس به، جعل له مكانة أدبية كبيرة واحترامًا واسعًا؛ حتى أطلقوا عليه وبجدارة واستحقاق اسم، شيخ الشعراء وشاعر ليبيا.

لقد عاش الشيخ أحمد الشارف حياة طويلة، وقد عبر عنها بشعره حين سُئل عن عمره سنة ١٩٥٥ فقال:
ما يريد من الظروف الأزمنة      *     من عمره فوق الثمانين سنة
وأدركته منيته رحمه الله، في ١١ أغسطس سنة ١٩٥٩، وقد ناهز التسعين، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى