الشباب والأخلاق
الشباب والأخلاق
الشيخ / سالم جابر
يتوقف الشاب في منتصف الطريق بسيارته ولا يهتم بالمارة، يستهتر بحقوق الآخرين، ويستفز مشاعر الغضب، أليس هذا دليل واضح على الجاهلية الرعناء؟ وهل عند هؤلاء ذوقٌ أو أخلاق؟
تراه في الساعة الثانية بعد منتصف الليل قد ملأ المدينة والحي ضجيجًا وصخبًا، بآلات موسيقية عربية وغربية تصيب أصواتها الآذان، تصْدُر عن مسجّل سعره أربعة آلاف دينار، ويتبعه صوت أكثر منه عنجهية وهمجية، يستيقظ منه الرضيع فزعًا، وينتبه المريض جزعًا، ثم يعلنون أن الأمر عادي، وأن ابن جارهم رجع إلى بيته من سهرته المشبوهة.
أيها الشاب أنت لم تُراعِ حق الرضيع البريء، وحق المريض المسكين، إنك لم تُراعِ حرمة الجار، ولم ترحم الصغير، و لم تُوَقِّر الكبير، وهذا لا يدل على شيءٍ سوى أنك عبدٌ للغرب، ومازِلت مُستعمَرًا، ذوقك ذوقهم، وفنُّك فنُّهم، إذاً أنت منهم.
هناك تدهور لأخلاق بعض الشباب، وتبعيتهم للغرب كارثة عظمى، أيها الشاب؛ إن في كتاب ربك دستورًا ومنهجًا كاملًا للأخلاق الفاضلة، والحياة الهادئة الهادفة، استقامتك وذوقك الرفيع، وانتماؤك لدينك وعروبتك وبلدك دليل تحضّرك وتقدّمك، فأي خيرٍ باستماعك لهذا الفن الصاخب والموسيقا الماجنة؟ بل أي إزعاجٍ تنشره وضجيج تفعله؟
ولا يسعني إلا أن أردّد هذا القول: (إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت).
تَـغَــنَّ بـالـشـعـر إذا مـا أنـت قـائـلـه إن الـغـنـاء بـهـذا الـشـعـر مـضـمـار
فهل من عظة وعبرة للشباب ليكونوا القدوة الحسنة في العمل والعطاء والإبداع الذي يبني الحاضر ويشيّد المستقبل..؟