عاممقالاتمقالات تربوية

العدو الأول كيف نتخذه عدوا؟

 

أ‌. مختار المحمودي

مقدمة: كلنا يعلم من هو أول عدو للإنسان، وكلنا يعلم أن عداوته متواصلة إلى يوم البعث، ذلكم طبعا هو إبليس عليه اللعنة.

يقول الحق تبارك وتعالى: “إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا”؛ فهذا أمر من الله سبحانه وتعالى لنا نحن البشر عموما وللمؤمنين خاصة باتخاذه عدوًا، والأمر كما هو معروف للوجوب ما لم تصرفه قرينة إلى الاستحباب أو الإباحة.
إذن فالواجب علينا أن نتخذه عدوا حيث إن ذلك أمر من الخالق سبحانه لنا، كما أن العقل أيضا يوجه إلى ذلك فإبليس قد توعّدنا بالغواية والانحراف عن الصراط المستقيم الذي خطه لنا ديننا العظيم، وتوعد بجرفنا إلى ما سيقودنا إلى أن نكون رفاقه في الجحيم، “قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين”.
– السؤال الآن هو: هل اتخذناه عدوا؟
إذا لم نفعل ذلك فهذا هو الحمق بعينه!!!

أيعقل من مؤمن بعد أن يأتيه أمر الله له باتخاذه عدوا، وبعد علمه بتربص هذا العدو به وعزمه على النيل منه، والعمل بجد وقوة؛ ليكون رفيقه في النار، أن يتجاهل هذا الأمر ولا يتجهز لهذه العداوة؟
والسؤال التالي هو: كيف نتخذه عدوا؟ وماذا نعمل لنتخذه عدوا؟
لا شك أنه من المنطق تجاه أي عدو أن نفهمه ونتعرف إلى أساليبه وقدراته في مهاجمتنا وعداوتنا.
فهل تعرفنا إلى هذا العدو؟ ما هي قدراته وإمكانياته وأساليبه وأسلحته؟
لاشك أن كتاب الله وأحاديث الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لم تتركنا لهذا العدو فبها البيان.

كما أن سلفنا الصالح لم يتركونا حيارى فقد عملوا على هذه الآيات والأحاديث المتعلقة بهذا الجانب؛ دراسة لهذا العدو وتوضيحا لأساليبه وعدته وبيانا لما يجب علينا من استعدادات وما ينبغي أن نقوم به من أعمال لصد هجوماته وإفشالها.
بل إنهم (أي سلفنا الصالح) قد بينوا لنا ما هي الأدوات والأعمال التي من شأنها أن تجعلنا نهاجمه ونوقع به الهزائم ونذيقه المرارات ونحزنه كما يسعى هو ليحزننا وينحرف بنا.
إذا أردت أن تتعرف إلى ذلك الإرث منهم فأنصحك بكتابين على الأقل وهما:
1.”إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان” لابن القيم رحمه الله.
2. “تلبيس إبليس” لابن الجوزي رحمه الله.

وفقنا الله وإياكم إلى دحر هذا العدو وإغاظته والسعي في الطريق الموصل إلى مرضاة الله والفوز بالجنة رفقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى