اللحظة الخادعة
أ. فرج كريكش
في سورة ابراهيم يقول الله عز وجل
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار !!)
و في نهاية السياق يقول : ( ليجزي الله كل نفس ما كسبت ان الله سريع الحساب !! )
فكيف يتفق التأخير (أنما يؤخرهم )
مع السرعة (إن الله سريع الحساب ) ؟؟
والجواب للاسف يغفل عنه المنتشون بالانتصارات الوهمية الغرور
، المستدرجون بالإنجازات والفرقعات الإعلامية المزيفة ، والذين يعتقدون أنهم استطاعوا أن يزوروا التاريخ جهارا ، أولئك المستمتعون بالأبهة وهتافات النفاق المؤقتة
إن التأخير هو أول وأسرع إشارات العقوبة الإلهية القاسية !!
إن الإملاء والتأخير إنما هو محض كيد ومكر من الله لا ينتبه اليه الضالون
وقد ذكره الله في كتابه العزيز ولكن لمن؟
لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد
( وأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)
( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)
( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )
(وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ )
( كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا)
قال : يارب كم أعصيك ولا تعاقبني !!
قال : بل كم أعاقبك وأنت لا تدري
ألستُ قد أفقدتك لذة مناجاتي !!
( أفأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ؟؟ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ !!)
صحيح أن الكثير ممن تخدعهم اللحظة ، قد لا يلقي بالاً لهذا ولا لذاك لأنه أسير العافية المغشوشة ولكن موعدهم الصبح
بالمناسبة
( أليس الصبح بقريب ؟ )