المصائب والابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان في حياته الدنيا.
التدبر القرآني وأثره في التربية (8)
المصائب والابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان في حياته الدنيا.
أ. محمد العوامي
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين ¤ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِين} [آل عمران:140-141].
تتناول هذه الآيات الكريمة قضية مهمة في التربية الإسلامية، وهي قضية المصائب والابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان في حياته الدنيا.
ونجد العديد من المعاني والآثار التربوية التي تساهم في تربية المسلم، ومنها:
▪️الأثر التربوي الأول من هذه الآيات هو تخفيف المصائب عن المؤمنين: فالله سبحانه وتعالى يعلم أن المصائب قد تكون قاسية على المؤمنين، فيذكرهم بأن ما أصابهم قد أصاب غيرهم من الأمم السابقة، وأن العاقبة ستكون لهم في الآخرة. فهذا يشعر المؤمنين بالأمان، ويزيل عنهم الخوف والقلق.
▪️الأثر التربوي الثاني من هذه الآيات هو تقوية إيمان المؤمنين: فالله سبحانه وتعالى يعلم أن المصائب هي من أقوى وسائل الاختبار والامتحان للإيمان، فيذكر المؤمنين بأن هذه المصائب هي من رحمته بهم، ليميز الخبيث من الطيب، ويظهر صدق المؤمنين من كذب المنافقين، فهذا يدفع المؤمنين إلى الصبر والثبات على دينهم، ويزيدهم إيمانًا ويقينًا بالله.
▪️الأثر التربوي الثالث من هذه الآيات هو توجيه المؤمنين إلى الرضا بقضاء الله وقدره: فالله سبحانه وتعالى يعلم أن الإنسان ضعيف أمام المصائب، فيذكره بأن الرضا بقضاء الله هو السبيل الوحيد للتغلب عليها. فهذا يدفع المؤمنين إلى التسليم لله، وعدم التذمر من أقداره.
▪️الأثر التربوي الرابع من هذه الآيات هو تذكير المؤمنين بالآخرة: فالله سبحانه وتعالى يعلم أن الدنيا دار ابتلاء، وأن الآخرة هي دار الجزاء، فيذكر المؤمنين بأن ما يصيبهم في الدنيا هو اختبار لدنياهم وآخرتهم. فهذا يدفع المؤمنين إلى الحرص على العمل الصالح في الدنيا، ليفوزوا برضوان الله في الآخرة.
▪️الأثر التربوي الخامس من هذه الآيات هو أهمية التقوى: فالآية الكريمة تبين أن الله تعالى يُمحص المؤمنين من الضعفاء والمنافقين. وهذا يُعلم المؤمنين أهمية التقوى، والسعي في مرضاة الله تعالى.
وبالإضافة إلى هذه المعاني والآثار التربوية: فإن الآيات الكريمة تُعد أيضًا مصدرًا للإلهام والتحفيز، فهي تُبين أن الله تعالى مع المؤمنين، وأن العاقبة لهم. وهذا يُعطي المؤمنين الأمل والعزيمة على مواصلة طريقهم، مهما كانت الصعوبات التي تواجههم.