مقالاتمقالات تربوية

النصيحة وأثرها في حفظ الشريعة -أهمية النصيحة ومكانتها.

 

د. نجوغو إمابكي صمب ( السنغال )

إن من أعظم قواعد  الدين الإسلامي الحنيف النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم ، إذ بها تصان العقائد ، وتحفظ الشرائع ، وتؤدى الأمانات إلى أهلها ، فعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:  “الدين النصيحة” ، قلنا: لمن؟ قال:  “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”  [1] .

ولذلك كان الأنبياء والمرسلون ناصحين أمناء لأقوامهم ، يدلوهم على الخير وينهونهم عن الشر ، قال تعالى -حكاية عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام- : {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [2] ، وقال تعالى -حكاية عن نبيه هود عليه الصلاة والسلام- : {أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ} [3] ، وقال تعالى -عن نبيه صالح عليه الصلاة والسلام- : { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ }[4] .

والنصيحة أيضا من صفات الدعاة المخلصين من أتباع الأنبياء والمرسلين ، قال تعالى: { وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ }[5] ، وقال تعالى: { لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [6] ، وقال تعالى: { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ } [7] ، وقال تعالى: { لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [8] .

ولا تزال طائفة في أمة الإسلام ناصحون ، آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم إلى يوم القيامة ، قال الحسن البصرى رحمه الله تعالى: (( ما زال لله ناس ينصحون لله في عباده، وينصحون لعباد الله في حق الله عليهم، ويعملون له في الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض )) [9] .

[1] صحيح مسلم ، برقم ( 55 )

[2] سورة هود الآية 34

[3] سورة الأعراف ، الآية 68

[4] سورة الأعراف ، الآية 79

[5] سورة القصص ، الآية 20

[6] سورة التوبة ، الآية 91

[7] سورة يس ، الآيات من 19 إلى 25

[8] سورة التوبة ، الآية 91 .

[9] شرح صحيح البخاري ، تأليف علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال ، 1 / 128 ، الناشر مكتبة الرشد – الرياض 1423 هـ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى