ايها المسلم ماذا دهاك
يها المسلم… ماذا دهاك؟؟
المنهج:
– (اقرأ)… كانت أول كلمة في كتابنا فما هو معدل القراءة لدينا؟
– (اعملوا)… تكرر لدينا بالمنهج فما هو معدل الإنتاجية لدينا؟
– (أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) … هل هذا الوصف ينطبق علينا؟
– (كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)…. أين نحن من هذا الوصف؟
– (أشداء على الكفار رحماء بينهم)…. هل هذا هو واقعنا؟
– “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”… أين نحن من هذا؟
– ….. إلخ!!!
الواقع في بلادنا ليبيا:
– أمة “اقرأ” لا تقرأ فمعدلات القراءة متدنية جدا
– أمة “اعملوا” معدل إنتاجية الموظف اليومي فيها لا تصل إلى الساعة
– نحن أمة في ذيل الأمة بل عالة على الأمم فمعدلات الاستهلاك والاستيراد هائلة بينما معدلات الإنتاج والتصدير متدنية -إلا في النفط والغاز اللذين يستخرجهما في الغالب غيرنا لحاجته الملحة إليه.
– بأسنا بيننا شديد فالصراعات في أمتنا وبلادنا على أشدها.
– نحشر أنوفنا في كل شأن ويبدو الواحد منا كخبير لا يجارى في كل الشؤون إلا في عمله، وننتقد كل شيء ونحن فوق النقد.
– إلى متى سنبقى هكذا؟ فالعالم من حولنا يتقدم بخطى متسارعة ونحن نراوح مكاننا – إن لم نكن نتأخر – طبعا.
الحل:
ليس مطلوب منك الكثير أخي فلست مطالبا بتغيير هذا الواقع المرير دفعة واحدة والأفضل ألا تحاول فلن تفلح بل وربما زدت الأمر سوءا ولكن ما هو مطلوب منك ببساطة (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) إذن ليس مطلوب منك أكثر من أن تبذل وسعك!!! ولاحظ “وسعها” فهي جزء من منهجية التكليف لا تنفك عنه.
ولكن كيف؟.
– (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) إذن التغيير العام يبدأ بالنفس وكونها وردت بصيغة الجمع “أنفسهم” فالتغيير إذن ذو شقين يجمعان في عبارة: “أصلح نفسك وادع غيرك”
– أصلح نفسك فابدأ بها وانهض من غفوتك فأنت لم تخلق للنوم واللعب واللهو ((قد رشحوك لأمر لو فطنت له: فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل)).
– ولكن يطرأ تساؤل آخر كيف أصلح نفسي؟
– والإجابة: اعرض نفسك على المنهج فهو لم يترك شأنا أو أمرا إلا بينه بيانا واضحا مبينا وعد إلى فطرتك “استفتِ نفسك” فالخير والشر والحسن والقبح مودوعات فيها ولكن لا تنس أن المنهج قد وجهك حين تتداخل لديك الأمور أن تسأل أهل الاختصاص (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
– سؤال آخر: إلى متى أستمر في إصلاح نفسي؟ ومتى أبدأ في دعوة غيري؟
– والإجابة: أن مجال الحياة واسع جدا وكذا المنهج الإصلاحي وعملية إصلاح النفس عملية مستمرة لا تنتهي إلا بانتهاء الحياة نفسها ولذا فدعوة الغير يمكن أن تبدأ ببساطة بعد عودة الإنسان منا إلى الجادة وإلى المنهج ولتكن بالبدء بأيسر الأمور ” بلغوا عنى ولو آية”.
– سؤال آخر: بمن أبدأ في عملية دعوة غيري؟
– والجواب: بمراجعة سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم والمنهج الإصلاحي الذي جاء به نلحظ أنه ابتدأ بالأقرب فالأقرب “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” إذن فالبداية تعتمد على مجال الرعية لديك… وبطبيعة الحال ستكون البداية بالأسرة ثم تتوسع لتشمل بقية فئات الرعية بحسب موقع كل منا فالمدرس مع طلبته والمدير مع مرؤوسيه ورئيس البلاد رعيته كل الناس تحت إمرته وهكذا دواليك.
– سؤال آخر: هل سنلحق بركب العالم إذا ما انطلقنا وهو أمامنا بمراحل كبيرة؟ والعالم هو الآخر ينطلق بل وبخطى أسرع منا وحركة الإصلاح التي نتحدث عنها ستستغرق زمنا طويلا وستحد من سرعتها عوامل أخرى خارجنا؟؟؟؟
– والجواب: من شقين-
-الأول أن لدينا عناصر قوة بالمنهج إذا ما استثمرناها فإننا سندركهم بل وسنفوقهم وذلك بأن نعمل على معية من بيده الأمر ومن يصرفه كيف يشاء وهو سبحانه من أكرمنا بهذا المنهج العظيم وذلك أيضا يكون بمسارين وشرطين:
-أن تكون حركة إصلاح النفس ودعوة الغير خالصة له سبحانه نبتغي بها مرضاته.
-أن تكون حركة إصلاح النفس ودعوة الغير وفقا للمنهج الذي ارتضاه لنا (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
– والثاني أن الأيام دول والعالم من حولنا لا يسير وفق منهج مدبر الأمر ومسير الكون سبحانه وبالتالي فلن تبارك حركتهم وستدور عليهم الدوائر والمسالة مسألة وقت.
– لا تتأخر ولا تتردد فالوقت هو الحياة وخير البر عاجله وأمتك وبلادك تنتظر همتك فرب همة أحيت أمة.
هذه ومضة وشمعة أحببت أن أنيرها لعلها تجد من يحتاجها ليبصر الطريق فإيقاد شمعة ولو بسيطة أفضل ألف مرة من لعن الظلام.
اللهم تقبل منا وأصلح أحوالنا وردنا إليك ردا جميلا .