بيان رابطة علماء أهل السنّة بشأن اقتحام الإرهابي بن غفير المسجد الأقصى
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد ربّ العالمین، ولا عدوان إلاّ على الظّالمین، والصّلاة والسّلام على سیّدنا محمّد إمام المجاھدین وقائد الغرّ المحجّلین، وعلى آله وصحبه ومن تبعھم بإحسانٍ إلى یوم الدّین؛ وبعد:
فقد بدأ الوجه القبيح للحكومة الصهيونية الجديدة في الظهور، عبر إقدام الوزير الإرهابي بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى بصفته الحكوميّة، متحدّيا كل التحذيرات الرسميّة من الحكومات والمنظمات، وكذلك الشعوب المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها.
وإننا في رابطة علماء أهل السنّة، نرى أن هذا الفعل الإجرامي يجب أن يكون له ردود فعله الرادعة لمثل هذا المجرم حتى لا يتجرّأ مرة أخرى على مثل هذه الأفعال، وحتى لا يتمادى فيما يفعله معتمدا على الصمت المطبق من الحكومات والشعوب المسلمة.
وإننا إذ نرفض ونستنكر هذا الفعل، فإننا كجهة علمائية وظيفتها البيان، فإننا نقيم الحجة على المسلمين جميعا، في مشارق الأرض ومغاربها، شعوبا وحكومات، أن يقوموا بدورهم في نصرة مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وإننا نطالب حكّام البلاد الإسلامیّة باتّخاذ مواقف تنجیھم من العار في الدنیا والآخرة، ولیعلموا أنّ لھم بین یدي الله تعالى وقفة وأنّ التّاریخ لن یرحمھم ولن تغفر لھم الأجیال تخاذلھم وصمتهم المريب تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى.
كما نطالب الشعوب الصامتة تحت قهر الحكومات الظالمة والمتواطئة، أن تخرج عن صمتها لتعلن رفضها لهذا الفعل المجرم.
وتثمن الرابطة جهاد الشعب الفلسطيني المبارك، المرابط على أبواب الأقصى، يزود عن محارم الأمّة، جاعلا أرض فلسطين كلها جحيما لجيش وشعب الاحتلال الصهيوني،ليقضّوا مضاجعھم بالعملیّات الفردیّة والمواجھة الشّعبیّة وإشعال انتفاضةٍ جدیدةٍ لأجل الأقصى المبارك یرى فیھا العدوّ الصّھیونيّ وبال أمره.ونذكرهم بقول ربنا تبارك وتعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾. ( النور – 55).
كما تؤكد الرابطة على وجوب الجھاد بالمال نصرةً لأھلنا المرابطین في المسجد الأقصى المبارك والثّابتین في وجه العدوان الصهيوني الغاشم، فلا خیر في مال لا یبذل لنصرة مسرى رسول الله صلى الله علیه وسلّم ومواجھة العدوان الصّھیونيّ.
قال تعالى: “الَّذِینَ آمَنُوا وَھَاجَرُوا وَجَاھَدُوا فِي سَبِیلِ اللهَِّ بِأَمْوَالِھِمْ وَأَنفُسِھِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً ۚ عِندَ اللهَِّ وَأُولَٰئِكَ ھُمُ الْفَائِزُونَ” (التوبة – 20 ).
وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.
رابطة علماء أهل السنة
12 جمادى الآخرة 1444هــ الوافق 5 يناير 2023م.