أخبار الجمعيةالكلمة الأسبوعية

تعزية ومواساة لأهلنا في تركيا وسورية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والرحمة، الذي حث على ترابط المسلمين وتلاحمهم، ومثَّلهم بالجسد الواحد، فعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله ﷺ: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
إن ما أصاب إخواننا في تركيا وسورية إثر الزلزال المدمر، الذي يعتبر الأقوى خلال فترة طويلة من الزمن، ليدمي القلوب، ويعتصر الألم في الصدور، حزنا وأسى على ما أصابهم، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا؛ إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ سائلين المولى، سبحانه، أن يمدَّ أهلنا المصابين بمدد من عنده، وينزل عليهم الصبر ويعوضهم خيرا، ويرحم الذين قضوا نحبهم، ويشفي الجرحى والمصابين، ويعيننا وإياهم على تجاوز هذه المحنة، ويزيد اللحمة، ويقوي الرابطة، ويزيد الألفة والمحبة.
ونحن في جمعية الإحياء والتجديد إذ نتقدم بأحر التعازي وجميل المواساة إلى أهلنا في تركيا وسورية، فإننا نهيب بكل الجهات المسؤولة في كل بلاد المسلمين وبشعوب العالم الإسلامي بل وشعوب الأرض جميعا إلى تقديم كل ما يستطيعون من العون بأشكاله المختلفة إلى إخواننا المصابين، ونثمن عاليا دور كل من بادر ولا يزال مستمرا في مد يد العون من حكومات وشعوب، ونسأل المولى تعالى أن يجازيهم عن المسلمين خير الجزاء.
إن هذه الكوارث والمصائب لتظهر مدى قوة الترابط بين بني البشر جميعا، فضلا عن أبناء البلد الواحد، والدين الواحد، وتظهر مدى الخير الموجود في نفوس البشر، الذين طُبعوا على حبه والقيام به، وهذا يزيدنا إصرارا على نشر أعمال البر والخير بين الناس ودعوتهم إليه، وأن يعم السلام والطمأنينة ربوع الأرض، وينعم الجميع بالعيش الهنيء والحياة الكريمة، ولنتذكر كل إخواننا الذين يعيشون التشرد والتهجير في ربوع الأرض في هذا البرد القارس، وعدم توفر الكفاية من الطعام والدواء والغذاء.
اللهم أنزل غيثك، وانشر رحمتك، واحفظ عبادك، وخفف الآلام عنهم؛ ارحم ميتهم، واشف مصابهم، يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى