تهنئة بعيد الفطر 1446هـ

تهنئة بعيد الفطر 1446هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبي الرحمة، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يسعدنا ويشرفنا في جمعية الإحياء والتجديد أن نتقدم إلى أبناء الشعب الليبي، والأمة العربية والإسلامية جمعاء، بأسمى آيات التهنئة، وأبلغ كلمات الدعاء، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك؛ سائلين المولى سبحانه أن يجعله فاتحة خير، وبركة على عباده، وأن يتقبل الطاعات، ويرفع الدرجات، ويحقق الأمنيات لجميع عباده المؤمنين.
يأتي هذا العيد، ومازالت الأمة تعاني ظلم الظالمين، وتسلط المفسدين؛ بدءا من فلسطين إلى السودان إلى بلدنا ليبيا، التي أنهكها الانقسام والتنازع، وأصبح عدم الاستقرار والفوضى، هو الطابع البارز في الحياة اليومية للمواطن البسيط.
نأمل أن نكون قد خرجنا من رمضان بنفوس قوية قادرة على التغيير إلى الأفضل، نفوس تغير واقعها الذي بجانبها، ولا تنسى تغيير واقع الأمة في مختلف بقاع الأرض، نفوس قادرة على مواجهة الظلم واقتلاع الفساد من جذوره.
لا يمكن أن ننكر أن تفاعل أبناء شعبنا مع قضية الأقصى وما يحدث في غزة كان تفاعلا قويا وواضحا، وما كل الأموال التي تجمع وترسل إلى أهلنا في فلسطين إلا دليل بيّن على هذا التفاعل، ومع ذلك فهناك جوانب لابد من الإشارة إليها، وضعف التفاعل معها ينذر بخطر كبير، ومن ذلك المقاطعة للسلع التي يعمل منتجوها على دعم الكيان الغاصب، وكذلك لا يزال التفاعل ضمن نطاق وسائل التواصل ضعيفا؛ لدعم القضية رغم ما يبذله عدد من الناشطين، وبمعنى آخر مازالت القضية تحتاج إلى مزيد من الجهد، حتى تصل إلى كل مواطن، ويتفاعل معها كل بيت.
أما ما يحدث في بلدنا، فالسلبية التي طغت على الأعم الأغلب قد استفاد منها السارقون والمفسدون، وأطالوا أمد حكمهم وسلطانهم، رغم ما يراه الجميع من تسلط وفساد، ولابد أن تكون لنا، نحن أبناء الشعب، وقفة حقيقية نناصر فيها أهل الحق، ونقف بقوة أمام المفسدين والمتسلطين.
نرجو من الله تعالى أن يكون عيد الفطر المبارك للعام 1446هـ محطة فاصلة في حياتنا، وقد خرجنا من رحلة الصيام بنفوس قوية وقلوب مؤمنة وعزيمة صادقة، وأيدينا مرفوعة إلى السماء تطلب المدد من المولى، جل في علاه، أن يعيد علينا عيدنا ونحن في خير وعافية وأمن وأمان ورخاء وازدهار.
تقبل الله منكم الصيام والقيام، ورفعنا جميعا أعلى الدرجات، وبلغنا ما نرجو من الخير والبركات، وكل عام وأنتم بألف خير.