أخبار الجمعيةالكلمة الأسبوعيةعام

تهنئة رئيس الجمعية بمناسبة عيد الأضحى المبارك 1446 هجري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتّبع هداه.
أيها الإخوة والأخوات، أبناء شعبنا الليبي الكريم، وأبناء أمتنا الإسلامية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحب أن أتقدّم إليكم جميعا باسم جمعية الإحياء والتجديد، بأسمى آيات التهنئة وأجمل الأمنيات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك؛ سائلا المولى، سبحانه، أن يجعله عيدا سعيدا، ويجعله فاتحة خير وبركة على بلادنا وجميع بلاد المسلمين، وأن يجعل لأهلنا في غزة وفلسطين فرجا ومخرجا، وينصرهم على عدوهم، ويمكن لهم في أرضهم، إنه على كل شيء قدير.
أيها الإخوة والأخوات: إن هذا العيد الذي ارتبط بالركن الخامس من أركان الإسلام، فريضة الحج، وما يعيده إلى أذهاننا من التضحية والفداء، التي قدّمها سيدنا إبراهيم وابنه عليهما السلام، وما بذلته أمنا هاجر من صبر وتضحية، وما أكرمهم الله به من الفداء العظيم؛ فداءً لسيدنا إسماعيل ورحمة بقلب الوالدين اللَّذَين أطاعا مولاهما ورضيا بقضائه، ونحن اليوم أحوج ما نكون إلى التضحية بمصالحنا الخاصة من أجل مصلحة البلاد، إرضاء لرب العباد، سبحانه، حتى يعوض تضحياتنا بنصر وتمكين واستقرار وبناء. وما يمثله الحج من رفع شعار الوحدة في أجمل صورها، والعدل في أبهى حلله، فنتذكر قوله تعالى: ﴿وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۖ وَاصْبِرُواْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لصَّٰبِرِينَۖ﴾، وقوله تعالى:﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اِ۬للَّهِ جَمِيعاٗ وَلَا تَفَرَّقُواْۖ﴾، فنقف جميعا على قلب رجل واحد، ونضع مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار، ونسعى لبنائها، والحمد لله فخيرات بلادنا تسعنا جميعا وزيادة.
إخوتي أخواتي الأعزاء: إن تضحيات إخواننا في غزة قد أحيت وصورت أبهى معاني الفداء والصبر والثبات في سبيل تحرير الوطن، وإنقاذ إخوانهم الأسرى، ومما يجدر الإشارة إليه استجابة الكثير من أبناء ليبيا الغالية لنداءات واستغاثات إخوانهم؛ فبذلوا الكثير، وأعطوا من أموالهم وأوقاتهم، رغم المعاناة التي يعيشها الوطن، ولذلك الأمل كبير في أن نتوحّد جميعا من أجل القضايا الكبرى (تحرير الأقصى وبناء ليبيا)، ونتغاضى ونتناسى المشاكل الصغيرة، التي يحاول أعداء الأمة إشغالنا بها عن قضايانا الأساسية.
أحبتي في الله: ليكن عيدنا مباركا ولتكن انطلاقتنا نحو الوحدة والبناء، ولنحمل هم بعضنا بعضًا، فيعطف القوي على الضعيف، والغني على الفقير، ويرحم بعضنا بعضًا، فهو أجدى أن يتغمدنا الله برحمة منه ورضوان.
تقبل الله منا ومنكم، وغفر لنا ولكم، وكل عام وأنتم بألف خير، وحفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين، ونصر أمة محمد ﷺ على أعدائها، ومكن لها أسباب النصر والرقي والسؤدد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى