خواطر سجين
الشهيد الدكتور: عمرو النامي رحمه الله
بقلم فرج كُندي
كتب الدكتور عمرو النامي الكثير من القصائد الشعرية في السجون التي تنقّل فيها طوال فترات سجنه المتعددة، والتي كان آخرها سنة 1981 حتى انقطاع أخباره سنة 1986.
وقد اشتهرت أبيات من قصيدته (خواطر سجين) التي كتبها في 17 يونيو 1974م.
في السجن المركزي بطرابلس (عنبر رقم 1) وسط وطأة المحنة والتعذيب من قبل نظام لا يرعى قيمة الإنسان ويعادي الأدب والشعر والفكر، الذي اجتمع في عمرو النامي رحمه الله.
فكان تحدي “عمرو النامي” لهذا النظام ولهذا الواقع، أن كتب قصيدته هذه،
التي تحمل كل أنواع الأمل والتحدي للسجن والسجان بخاتمتها الرائعة التي تعتبر من عيون الشعر؛ المفعمة بالأمل في الله واليقين الراسخ أن الفرج قريب، وأن الغمة لا محالة زائلة، وأن السجن سينفرج بعد انغلاقه، وأن موعد الفجر المنير قريب بإذن الله.
هذه الأبيات تمثل شامة من شامات أدب السجون التي حري بكل أديب وشاعر ومفكر وحامل هم قضية حق وعدل؛ أن تكون منارة تنير له الطريق والنموذج الذي يحثه على مواصلة السير في طريق الحرية والأمل والرجاء.
سيزهر روض الحياة العشيب * وتسعد بالزهر فوق الكثيب
وتسطع شمس الرضا في رياض* أضر بها ليل كيد عصيب
وينفرج السجن بعد انغلاق * وينزاح ظل الضلال المريب
هنالك خلف الجدار الكئيب * تباشير فجر منير قريب
وأنفاس صبح وضيء السمات * وأنسام روح رخي الهبوب
وإن غُيّب جسد الدكتور عمرو النامي؛ فأن روحه وفكره وشعره ودعوته استمرت بعد أن غاب، أزهرت رياض ليبيا وجاء الفجر المنير ومازال ورثة النامي على الطريق، إلى أن تكتمل المبادئ السامية التي ضحى لأجلها ولم تلِن عريكته، ولم يفقد الأمل في أحلك الظروف وأشدها ظُلمة.