مقالات

دروس تربوية من القرآن الكريم

فرج كندي

الدرس الأول

من نافلة القول، أن نقول إن كتاب التربية لأمة الإسلام هو القرآن الكريم، الذي أنزله الله على خاتم النبيين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم.
وهو الكتاب الذي ربّى رسول الله عليه أمّته، التي وصفها الله سبحانه وتعالى بالخيريّة، إذا التزمت بما جاء في هذا الكتاب في قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) آل عمران :٠١١ .
وهذه الأمة لم تخرج من ذات نفسها، وإنما أخرجت إخراجًا وهو ما دلّت عليه الآية القرآنية بكل جلاء ووضوح. فقد أخرجها الله سبحانه وتعالى؛ لتؤدي مهمة معينة منوطة بها في حياة البشرية جمعاء، ودون استثناء أو إقصاء. وأرسل إليها الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام، ليربيها وينشئها على مائدة القرآن الكريم، لكي يعدّها ويهيئها لأداء هذه المهمة الشريفة الفذة التي يرتجى منها الخير والفلاح الكثير لكل من أراد الصلاح والفلاح.
إن القرآن الكريم كتاب يحوي منهجًا شاملًا كاملًا للتربية الإسلامية، ومنه استمدت هذه الأمة شخصيتها الفذة المتميزة عبر تاريخها الطويل التي تسعى لاستعادتها مرة أخرى، لتعود بها إلى مكانة الريادة بين الأمم؛ التي لا يمكن العودة إليها إلا وفق أهم شروط النهضة، ألا وهو العودة إلى المنابع والأصول الأولى، التي قامت عليها ألا وهي التخلّق بأخلاق القرآن الكريم؛ فهو المحدد الأول لمعالم هويتها والمحدد لكيانها وشخصيتها.
هذه الشخصية الفريدة المتميزة والآفاق العالية، التي وصل إليها الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اتبعهم وسار على هديهم بإحسان دون إفراط أو تفريط، كانت تلك المنجزات الخارقة التي حققتها الأمة في واقع الأرض ودون عظمتها التاريخ، كلها نابعة من هدي هذا الكتاب الكريم الذي هو كتاب هداية ومنهج حياة ونبع حضارة خالدة راشدة.
لقد تمت هذه التربية على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنها تمت على ضوء الكتاب العزيز من آياته البينات. من كل ما ورد فيه من قصة أو مثل أو توجيه سياسي، أو توجيه اجتماعي، أو توجيه أخلاقي أو توجيه في أي مجال من مجالات الحياة.
فطوبى لمن جعل خلقه القرآن فنعم المرشد ونعم الموجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى