اجتماعيةمقالات تربوية

دروس تربوية من القرآن الكريم ( 3 )

 

فرج كندي

هل يكفي مجرد الإيمان؟ هل يكفي ذكر الله باللسان والقلب أم لابد من نوع آخر من الذكر؟ هذا يحتاج إلى نقلة أخرى بخطوات متراتبة متتالية مع الآيات الكريمة {يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون….} هذا الجزء من التفكر هو جزء من مقتضيات الإيمان المطلوب في حقيقته الخالصة لله.
والسؤال، يتفكرون في ماذا؟ ويأتي الجواب سريعا {يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فيهديهم هذا التفكّر إلى أن السموات والأرض خلقتا بالحق، ولم تخلقا باطلا ولا عبثا.
فيأتي جواب أهل التفكّر والتدبر الذين امتلأت قلوبهم إيمانًا {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} نتيجة النظر الدقيق في الكون الفسيح الذي يدرك كل من له قلب وعقل أنه لا يمكن أن يكون هذا الخلق باطلا.
إن هذا الكون المعجز بعظمة خلقه وبدقته المعجزة بأجرامه التي تبلغ المليارات ولا يصطدم منها اثنان {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون}َ ﴿ يس٤٠﴾ هذا الكون بكل دقته المعجزة وعظمته المبهرة، أيخلق باطلا؟ ! أيخلق عبثا؟! .
إنما يهدي الإيمان الخالص العقل البشري إلى أن هذا الكون لم يخلق باطلا، إنما خلق بالحق بينما ظَنُّ الذين كفروا الكاذبُ يقودهم إلى كونه باطلًا!!!!!!
أما الذين آمنوا فيعلمون علما يقينيا أن هذا الكون لم يخلق باطلا ولم يخلق عبثا، وشتان بين الكفر والإيمان.
فالإيمان الذي دعاهم إلى التفكّر هداهم إلى أن السماوات والأرض خُلقتا بالحق ولم تخلقا باطلا .. هداهم كذلك إلى الإيمان باليوم الآخر وهو ما يقتضي الإيمان، الإيمان بالبعث والنشور والثواب والعقاب والجنة والنار.
وعندئذ يسارعون فيتضرعون إلى خالقهم أن يقيهم حر النار وجحيمها {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار} آل عمران (191).
ثم يزدادون يقينا وفكرا أن الذي يدخل النار يناله الخزي فيتضرعون إلى الله أن يبعدهم ويزحزحهم عن هذا المصير من الخزي والعار {رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} هذا هو الإيمان بقوة الله وعظمته وقدرته المطلقة وهذا هو التسليم لله بأنه لا يستطيع أحد أن ينصر الكفار من الله أو يقيهم عذابه، فيستعيذون بالله من ذلك، ويتضرعون إليه أن يدخلهم الجنة التي وعدهم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى