
الشاعر: خالد المغربي.
دَعوني قد شَبِعتُ القَتْلَ جُوعًا
وحُلْمًا مِثلَ أَولادي صَريعَا
وأَشباحًا تُراوِدُ كُلَّ فَجٍّ
يُبَشِّرُها رَغيفًا أَو رَبيعَا
دَعونِي بَينَ أَشلاءِ اصطِبَاري
إلى الجَنّاتِ يَحمِلُني شَفيعَا
دَعوني فَوقَ مِسكٍ مِن شَهيدٍ
بأَنفاقٍ تَمَنَّعَ أَن يَبيعَا
دَعوني واملَؤُوا كَفَنًا هَزيلًا
عَبيرِي إِنَّني أَبغي الطُّلوعَا
دَعوني ها رَأَيتُ الفَتحَ صَبرِي
ووَعدًا إِن تَخاذَلْتُهُم أَشيعَا
وقافِلَةً نِداءَ العِزِّ لَبَّتْ
فأَشبَعَ غَيثُ نَخوَتِها الرَّضيعَا
ورَهطًا مِن بَني المُختارِ هَبُّوا
فكانوا مِثلَ أَوَّلِهِم دُروعَا
صُمُودًا لَيسَ تَقهَرُهُ العَوادِي
وشَعبًا كاسِرًا يَأبَى الخُضوعَا
فأَسيادُ الشَّهادةِ في نَعيمٍ
لَهُم قد شَيَّدوا الحِصنَ المَنيعَا
وضَيفٌ قائِدُ الزَّحفِ المُفدَّى
بِنُخبَتِهِ يُؤاسِرُهُم جُموعَا
أَيا بَدرًا تَجَلَّى إِذ تَخَلَّى
عَنِ الدُّنيا ومُنتَقِمًا بَديعَا
فآلافُ البُذورِ عَلَيكَ تَتلو
يَمينًا إِنَّ عَهدَكَ لَن يُضيعَا
ومَن أَلقى عَصاهُ بِوَجهِ مَوتٍ
فَرَدَّ بيُمنِ يُسراهُ القَطيعَا
سَيَنبُتُ مِن مَآثِرِهِمْ عَطاءٌ
يُظَلِّلُ في تَنامِيهِ الرُّبوعَا
إِلى الأَقصى سَيخطو أَلفُ شَبلٍ
خُطى الياسينِ يَنتَزِعُ الرُّجوعَا
يُكَبِّرُ في مَسامِعِهِ بلالٌ
ويَمْسَحُ عَن مُحَيّاهُ الدُّموعا