صرخة استنكار وتنديد
بسم الله الرحمن الرحيم
يتعرض مسجدنا الأقصى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، لحملة جديدة من الحملات المتكررة من قوات العدو الصهيوني منتهكة حرمة المسجد، وحرمة المصلين، وحرمة العبادة التي يقومون بها، في مظهر صارخ، ودون مواربة، سواء بالاعتداء والاعتقال والجر، أو المنع والتضييق، ولم يسلم من ذلك النساء والرجال أو الكبار والصغار.
إن ما تقوم به قوات الاحتلال انتهاك صريح لكل القيم والعهود والمواثيق التي يؤمن بها البشر جميعا، من حرمة أماكن العبادة وحق الإنسان في ممارسة شعائر دينه بحرية، ودون قيود، واحترام المقدسات، ولكن العدو الصهيوني لا يراعي عهدا ولا مواثيق، ويعمل ليل نهار على التضييق على سكان المدينة المباركة، وانتزاع أملاكهم منهم، ومنعهم من دخول المسجد؛ متعللا بعلل لا قيمة لها، وهو اليوم يعتدي بالاعتقال والضرب على عمّار المسجد.
إننا في جمعية الإحياء والتجديد في الوقت الذي نستنكر هذه الممارسات الهمجية، التي لا تمتّ إلى الإنسانية بصلة، فضلا عن الأديان والقيم والأخلاق، فإننا ندعو المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، بل والبشرية جمعاء، وأهلنا في ليبيا خاصة، إلى التعبير عن استنكارهم لهذه الأحداث البشعة، بكل الوسائل المتاحة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، والوقفات الاحتجاجية والضغط على الحكومات؛ لاتخاذ مواقف منددة وواضحة، سواء على المستوى الدبلوماسي والسياسي، أو على مستوى الدعم المادي لأهلنا في أرض الرباط؛ فلسطين، وخاصة أهلنا في المسجد الأقصى، كما نطالب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل مؤسسات المجتمع الدولي بموقف واضح تجاه هذه الانتهاكات وعدم الاكتفاء بكلمات القلق والتنديد، كما نطالب حكومات الدول التي سقطت في وحل التطبيع أن تخرج منه وتتخلص من أدرانه، ونحذر البقية من السقوط في هذا الوحل.
نعلن تضامننا القوي مع أهلنا في أرض المسجد الأقصى وساحاته، ونشد على أياديهم، وندعو إلى أن يقوم أئمة المساجد بالقنوت في هذه الأيام المباركة، سائلين المولى سبحانه أن يرفع عنهم الأذى وينزل الصبر على قلوبهم، ويرد كيد المجرمين عنهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
﴿وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰۤ أَمۡرِهِۦ وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ﴾
جمعية الإحياء والتجديد
طرابلس في 14 رمضان 1444 هـ
الموافق 5 أبريل 2023 م