اجتماعيةعامقضايامقالاتمقالات تربوية

طلب الدنيا بالدين!

بقلم: ونيس المبروك

الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 بات التنافس على إجازات الفقه والخطابة والإفتاء في معاهدنا وجامعاتنا أمراً يدعو للمراجعة،

فقد زاد عدد المنتحلين من أصحاب التَديّن المغشوش، الذين يحدثونك عن القيم والأخلاق، ويصفون الدقائق والحقائق، ويُسْدونَ لك النصح قياما وقعودا وعلى جنوبهم، ثم لا يُكلِفون أنفسَهم التحلي بها، أو التحقق ببعضها، وتجسير الفجوةَ بين القول والعمل!

قليلا ما تجد الفقيه الزاهد، والخلوق الصدوق، المتصل بالله تعالى، المنشغل بكتابه، المتعلق ببيته، الرحيم بخَلقه!

يقول ابن مسعود- رضي الله عنه- واصفا أحوال أصحابه: أنتم اليومَ في زمانٍ ؛ الهوى فيه تابعٌ للعلم، وسيأتي زمانٌ يكون العلمُ فيه تابعاً للهوى. !

 مَنْ لنا بالفقيه والداعية الذي يُؤْثِر الخمولَ على الرياء والشهرة، والصمتَ على الجدل والثرثرة، وسلامةَ الصدرِ على الغِل والحسد، ويعمل لله، دون ضجيج ولا عجيج، ولاتَشوّفٍ لإطراءٍ أو ثناء.!

بعضهم توسّع في علوم الآلة، فتراه يباهي بها الأصدقاء، ويماري بها السفهاء، ويصرف بها وجوه الناس إليه.

وبعضهم تزيّن بطلب العلم ليرفع به خسيسَته الاجتماعية؛ فينال جاها بين عوام المسلمين، أو يستر به ضعف مروءته؛ كي يحجز مكانه بين النبلاء من الرجال،…

 وبعضهم اتخذه فخاً لجلب ثقة المستثمرين،

وبعضهم جعله مُدّخَلا لدوائر الحكم وأبواب السلاطين.

 ومن أجل ذلك عدَّ حجةُ الإسلام الغزالي الفقهَ من علوم الدنيا!

وإذا أردنا بركة العلم وأسرارَه، وصناعة العالِم وأنوارَه، فلْنعُد لنهج الأوائل، الذين قدّموا الأدبَ على الطلب، والعملَ على الجدل، والتَحقُقَ على التنمق، وتواضَعوا لله فرَفَعَهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى