عبودية الحبل الطويل !

الشيخ د. ونيس المبروك
علموا أولادكم أن يعيشوا أحراراً كما ولدتهم أمهاتم أحرارا،… وأن لا يستعبدهم رجلٌ مثلهم، مهما طغى وتجبَّر، و”أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها” كما قال الصادق المصدوق
علموهم أن لا يُقيموا في أرضِ ذلٍ وهوان مهما كانت عزيزة عليهم، فإن “فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً” وكَمْ مِنْ حُرٍ هاجر بكرامته ودينه، فَفَتح الله عليه أبواباً من الخير من حيث لم يحتسب.
علموهم مشاهد القرآن؛ إذ تتوفي الملائكةُ العبيدَ الأذلاء،وتسألهم: فِيمَ كُنتُمْ ۖ؟
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ
قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ !!!
إن “العبودية” حقيقةٌ واحدة لا تتجزأ ، وأخشى ما أخشاه ” عبودية الحبل الطويل ” لأن العبد الذليل ينخدع بطول الحبل، ويظن في نفسه الكرامة إذا ما ترك له سيده حرية الأكل والشرب والتكاثر، ولبس “رباط العنق”
علموهم أن يكونوا عبيدا لله وحده، وأندادا لكل شيء بعده!
علموهم أن الوهنَ كل الوهن، في “حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ ”
وجنبوهم مجالسة العبيد، والسماع لحجج الجبناء، ومطالعة ما يكتبه المثقف النذل، و
الموت كأس، وكل نفس ستشرب منه … قال تعالى : ” كل نفس ذائقة الموت” فإما أن تموت حرا كريما مرفوع الهامة، سليم العرض…
أو تموت عبدا ذليلا مطأطىء الرأس، وحبل سيدك الطويل في رقبتك .
#_بدايةالإصلاح_وعيٌ


