الكلمة الأسبوعية

في اليوم العالمي للمعلم

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يتوافق اليوم الخامس من شهر أكتوبر من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للمعلم؛ للإشادة بدوره حول العالم. بهدف تعبئة الدعم، وللتأكد من أن احتياجات الأجيال القادمة سيوفرها المعلمون الذين تم إعدادهم الإعداد الجيد، والارتقاء بهم ماديا ومعنويا ومهنيا للقيام بالمهمة الصعبة في بناء الأجيال.

في النصف الأول من القرن الماضي عبّر أمير الشعراء أحمد شوقي عن قيمة المعلم ودوره فقال:

قم للمعلم وفّـــــــــــــــه التبجيلا … كـــــاد المعلم أن يكون رسولا.

أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي … يبني وينشئُ أنفســــــًا وعقولا.

سبحانك اللهم خـــــــــــير معلم … علَّمت بالقلم القــــــرون الأولى.

أخرجت هــذا العقل من ظلماتــــه … وهديته النور المبين سبيـــلا.

وفي هذه المناسبة؛ من الضروري النظر إلى واقع المعلم والتعليم في بلادنا، وأين تكمن العلة فيما نحن فيه من مستوى بعيد عن المستويات العليا التي تعيشها بلدان قطعت شوطا في البناء بسبب اهتمامها بالتعليم، وقد كانت في يوم من الأيام في أدنى الدرجات؟

إذا نظرنا إلى الأرقام نجد أن عدد المعلمين في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي تجاوزت ستمائة ألف ما بين معلم وموظف، من بينهم نحو 61000 معلم احتياط، كما أن عدد مدارس التعليم الأساسي 3575 مدرسة،

وعدد مدارس التعليم الثانوي 1125 مدرسة، وبهذا يكون مجموع مدارس المرحلتين 4700 مدرسة.

عدد الطلبة للمرحلتين 1974271 طالبًا وطالبة، منهم 1720544 في المرحلة التعليم الأساسي، و249531 طالب وطالبة في مرحلة التعليم الثانوي. ومن هذا يمكن القول إن متوسط عدد الطلبة في المدرسة الواحدة من التعليم الأساسي لا يتجاوز 600 طالب. كما أن عدد الطلبة لكل معلم لا يتجاوز 5 طلاب. وهذه الأرقام لا تعكس الواقع الموجود على أرض الواقع؛ فنجد عدد الطلبة في الفصل يتجاوز 25 طالبا، وبالتالي فإن عدد الطلبة المكلف بهم المعلم مثل هذا العدد، وأكثر بالنسبة للتعليم الثانوي.

أين يكمن الخلل؟ ولماذا نشكو من ضعف المستوى التعليمي لطلبتنا؟ لا بد أن تكون هناك دراسات واقعية أولا لعدد المعلمين الفعليين الذين يمارسون التدريس على أرض الواقع، كما أنه من الضروري تفقّد ومتابعة المدارس الفعلية. ثم تكون الخطوة التالية بالارتقاء بالمستوى العلمي والمهاري للمعلمين، ورفع مستواهم المادي والمعيشي وتوفير البيئة التعليمية المناسبة؛ حتى يقوموا بأداء مهمتهم كما ينبغي، وعلى أفضل صورة.

وبهذه المناسبة أيضًا أُهيب بالمعلم أن يدرك طبيعة مهمته، وعِظَم شأن ما يقوم به، فيبذل جهده، ويُخلص لعمله، ويبتغي به اللهَ والدار الآخرة، فإن ذلك كفيل بأن يرفع شأنه، ويعلي مقامه، وخاصة حين يرى نتاج عمله في قادة للمجتمع في مختلف المجالات، فيزهو ويفتخر، وحُقَّ له ذلك.

المقام الذي ذكره أحمد شوقي في قصيدته لابد أن يتم العمل عليه، فتضع وزارة التعليم الخطط والبرامج التي من شأنها أن تحقق المُبتغَى ويُنَال المطلوب، فينال المعلم هذا الشرف وهذا القدر، ويحظى بهذه المنزلة الرفيعة، ويكون بذلك عامل البناء الفعّال، يُكوِّن الأجيال، ويُخرِج للأُمَّة قادةً ورُوَّادًا في جميع مجالات الحياة، فنُحقق الرخاء والتقدم والريادة في الدنيا، وننَال جميعا الشرف والمقام الأسمى في الآخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى