الكلمة الأسبوعية

في ذكرى الاستقلال

 

في ذكرى الاستقلال

تمر علينا الذكرى الثانية والسبعون لعيد الاستقلال الذي نالته ليبيا، في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من العام 1951 م، حيث أعلنه الملك الراحل إدريس السنوسي، رحمه الله تعالى، في مدينة بنغازي؛ وبناء عليه تأسست المملكة الليبية المتحدة.

جاء هذا الاستقلال تتويجا لجهاد مرير على كل الصعد والمستويات، فقد جاهد أجدادنا وقاوموا المحتل الإيطالي على مدار أربعة عقود من الزمان، وبذلوا الغالي والنفيس من أجل ذلك، كما قاوموا المحتل بالطرق السياسية والدبلوماسية، وكان آخرها تلك المعركة النهائية في دهاليز الأمم المتحدة؛ حتى حصلوا على ذلك القرار بتاريخ  7أكتوبر 1951 م.

لقد عبّر الملك الراحل إدريس السنوسي، رحمه الله تعالى، عن طبيعة الجهد والتضحيات التي بذلت في سبيل ذلك الاستقلال ولكنه أقر حقيقة عميقة، وهي: (إن المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله)، وهي عبارة يصدّقها الواقع الذي عاشته البلاد بعد ذلك الاستقلال، فرغم الجهود التي بذلت للارتقاء بالبلاد؛ إلا أنها ظلت رهينة تحت وطأة الحاجة وعدم وقوف الأشقاء إلى جانب هذا البلد لسد حاجته إلا قليلا، ثم جاء بعد ذلك من انقلب على هذا الاستقلال بالكامل، وألغى ما استطاع الليبيون الحصول عليه من نظام دستوري يمكن أن يرتقي بالبلاد إلى مصافّ الدول المتقدمة، وعندما انتفض الشعب الليبي في السابع عشر من فبراير، واسترجع إرادته وملك زمام أمره، وقدم الكثير من التضحيات في سبيل ذلك، بدأ التنازع والانقسام ووصلنا إلى حالة تؤلم الصديق وتفرح العدو، فالبلاد مازالت تعاني تعدد المجالس والحكومات، وأصبح الشأن الليبي يدار من الخارج.

وهنا لابد من أن نطرح تساؤلين مهمين:

هل نحن نواجه تحديا محددا أم كل منا وضع أمامه تحديا ولذلك هو مستعد لمواجهة كل من هو ليس معه في الوقوف أمام ذلك التحدي؟

هل نحن فعلا نسعى لبناء وطننا؟ أم أن مصلحة الوطن مرتبطة بمصلحته الشخصية الضيقة؟ وإذا لم يكن هو على رأس الأمر فستضيع البلاد؟

لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة، ونكون صرحاء مع أنفسنا، ولنتذكر كلمة الملك إدريس عليه، رحمه الله: (إن المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله).

نسأل المولى في عليائه أن يقيّض لنا الأمر الأرشد، وييسرنا للخير والبر والتقوى. اللهم آمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى