الكلمة الأسبوعية
في ذكرى المولد
بِسْمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ
وُلِـدَ الـهُـدَى فـالكائِناتُ ضِياءُ وَفـمُ الـزَّمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثنَاءُ
الأنبياء والرسل أفضل الخلق، وهم يتفاوتون فيما بينهم، ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيئِينَ عَلَى بَعْضٍ﴾ (تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡض)، وأفضل الرسل أولو العزم منهم، وأفضل أولي العزم نبينا محمد ﷺ، فالمصطفى المختار صلوات ربي وسلامه عليه خير الخلق على الإطلاق، ومحبته واتباعه واجب على كل مسلم، فهي الدليل على محبتنا لله تعالى (قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُور رَّحِیم)، ولا شك أن مقام النبي ﷺفي نفوسنا جميعا مقام عظيم ومحبتنا له تعلو كل محبة، والذي نحتاج إليه فعلا هو حسن التعبير عن محبتنا لله ولرسوله.
تتعدد وسائل التعبير عن المحبة، وتأخذ صورا وأشكالا شتى، ومنها:
1)ذكر مآثره وصفاته والثناء عليه، وكثرة الصلاة عليه، وزيارة قبره حين زيارة مسجده الشريف.
2)الدفاع عنه، والذب عن حماه، والوقوف بقوة أمام كل من يريد الانتقاص من مقامه، أو الإساءة إليه، وهذا يأخذ صورا وأشكالًا شتى؛ تبدأ من بيان خصاله وشمائله الشريفة، إلى الردّ على الشبهات، التي يثيرها أعداؤه عنه، إلى مقاطعة كل من يسيء إلى مقامه الطاهر من مؤسسات ودول.
3)اتباع سنّته وإظهار أخلاقه في سلوكنا ومعاملاتنا، وهي وسيلة مثلى للتعريف به وبأخلاقه، والالتزام بأوامره ونواهيه، وكل ما جاء عنه من غير تشدّد ولا غلوّ ولا تساهل تضيع معه معالم الدين وثوابته.
4)وضع سيرته العطرة في مناهج التعليم بصورة تحبّبهم فيه، وتقرّبهم إليه، وتجعله قدوة يقتدى بها، ومثالاً يفخر أبناؤنا بالانتماء إليه.
5)استغلال المناسبات المختلفة في التعريف بحقّه، وتوضيح صورته، وإبراز فضله وجهاده في سبيل نشر هذا الدين.
هذه أمثلة لما يمكن أن يقوم به المسلم في حق المصطفى ، ﷺ ويكون بذلك قد أظهر حبّه له وأدى بعضاً من حقّه عليه، وهو بذلك يجعل حبيبه أمام عينه، وقدوة يسير على نهجه طوال العام، وينفع دينه ودنياه، ويصلح من حال أُمّته، ويرفع شأنها بين الأمم.
نقول هذا في ذكرى مولده الشريف الذي أضاء الدنيا بمقدمه وأظلمت يوم موته، كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه: “وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله ،ﷺ” ولم يبق إلا سيرته العطرة، ودينه الذي عاش ومات من أجله، فلنحفظ رسول الله ﷺ فيهما، ولنرْعَ حقه علينا حتّى نلقاه على الحوض فيرحّب بنا، ونشرب من حوضه شربة هنيئةَ لا نظمأ بعدها أبداً.
اللًهم احشرنا في زمرته، وتوفّنا على سنّته، وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه مشربًا رَوِيًّا لا نظمأ بعدها أبدًا يا رب العالمين.