الكلمة الأسبوعية

في ذكرى هجرة الحبيب المصطفى ﷺ

الكلمة الأسبوعية..
د.سالم أبوحنك
في ذكرى هجرة الحبيب المصطفى ﷺ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ٱلَّذِی جَعَلَ ٱلَّیۡلَ وَٱلنَّهَارَ خِلۡفَة لِّمَنۡ أَرَادَ أَن یَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورا، والصلاة والسلام على المبعوث بالهدى والرشاد لمن أراد أن يختار طريق الهدى سبيلا، وعلى آله وصحبه والسائرين على طريقه إلى أن تقوم الساعة، ويبعث الناس؛ فيروا ما قدموا لأنفسهم من الأعمال مكتوبا واضحا ومبينا.
اليوم يكون قد مر على هجرة المصطفى ﷺ ألف وأربعمائة وأربعة وأربعون عاما، ونفتتح عام ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين، وبهذه المناسبة أتقدم إليكم جميعا بأجمل التهاني وأطيب الأمنيات بالخير والبركات، وأن يكون عام خير وبر وهناء وأمن وأمان وبناء ووحدة وسلام، وكل العام وأنتم بألف خير.
إن في توالي الليالي والأيام والأسابيع والشهور والأعوام عبرة لأولي الألباب، وتذكرة لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها، وها نحن نودع عاما هجريا ونستقبل آخر، حيث ينادينا العام الماضي بأنه قد مضى بما قدمنا من عمل وما اكتسبنا من خير أو شر، وما سجلناه في صحائفنا، وينادينا العام المقبل فيقول لنا ها أنا ذا فرصة جديدة، وعام جديد، وعلى عملكم شهيد، فاغتنموني قبل أن أذهب فلا أعود.
انقضاء عام وابتداء عام جديد، ومناسبة كريمة فيها من العظات والعبر الشيء الكثير، لكل من تأمل وتذكر واعتبر:
• تذكرنا بتلك الرحلة الخالدة التي خرج فيها رسول الله ﷺ وصاحبه الصديق رضي الله عنه من مكة إلى المدينة بأمر المولى سبحانه وتعالى في رحلة الهجرة المشرفة، وما كان فيها من جهد ومعاناة، وما كان فيها من دروس وعبر، وهذه المناسبة جعلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تقويما للمسلمين.
• نذير لنا باقتراب يوم الرحيل، فما حياة الإنسان إلا كما قال شوقي:
دقات قلب المرء قائلة له ….. إن الحياة دقائق وثواني
وكما قال التابعي الجليل الحسن البصري: (يا ابن آدم إنما أنت أيام؛ فإن ذهب يوم ذهب بعضك).
• فيها العبرة لكل معتبر، فكم من قريب أو حبيب كان معنا في العام الماضي، وهو اليوم قد ارتحل عن هذه الدنيا الفانية، وأفضى إلى رب كريم.
• يذكرنا بتاريخ مجيد ورجال عظماء في مقدمتهم الرسول الكريم والنبي الحبيب محمد ﷺ ، وما بذلوه من جهد وعطاء في سبيل تبليغ هذه الدعوة إلى العالمين حتى وصلت إلينا عبر أجيال متعاقبة، فعرفنا من قدم في سبيلها الروح والمال، وعلمنا من خان وباع آخرته بدنيا غيره.
• فيها سؤال لابد أن نطرحه على أنفسنا؛ ماذا قدمنا؟ وكيف يمكننا استدراك ما فاتنا؟ فيما بقي من عمرنا الذي لا نعلم متى ينتهي.
• نسأل أنفسنا ماذا قدمنا لديننا ووطننا وأمتنا وللبشرية جمعاء؟ فنحن أصحاب رسالة عظيمة علينا مهمة تبليغها إلى العالمين.
• ننظر في واقعنا، ونتبيّن مواقع الخطإ والصواب فيما نحن فيه، ونعمل سويا على إصلاحه، دون إبطاء ولا تسويف، فالعمر يمضي، والأجل ينقضي، وسيسأل أبناؤنا: ماذا فعل الآباء لهذا الوطن؟
لا شك أن العاقل من اتعظ بغيره وما يحدث له، فكيف بما يمر به نفسه؟ فهذه الأعوام التي تمضي إنما هي من أعمارنا، فلنعمل على تعويض ما فات، والاستفادة مما هو آت، والله المستعان وعليه التكلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى