في موضوع سورة الكهف
بقلم : أ.فرج كريكش
كم مرة اعتذرت َعن موعد لإصابتك بنزلة برد أو نزلة معوية ؟
وكم مرة وصلتَ لاجتماعك في الوقت المحدد فاذا بصاحبك يتصل بك باكيا أن قريبه قد توفي للتو معتذرا ضمنيا عن حضور الاجتماع مهما كانت أهميته !؟
هذه ليست أمثلة نادرة الحدوث ، فلم القلق بشأن هذا الذي يتوعدك غدا بالويل والثبور وعظائم الأمور
إن صداعا يصاب به أحدهم يعفيك من كل المخططات التي رسمت بدقة للكيد بك !
تخيل أن تستيقظ بعد نوم ثقيل جراء تعبك من التفكير والجزع والفزع من المستقبل فإذا بك تستيقظ سنة 2333م
ماذا ؟ سنة 2333؟
نعم ماذا لو استيقظت من نومك بعد ثلاث مائة من السنين وازددت تسعا
(أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا ) ؟
إن كل المشاكل التي تدور حولك الآن وكل الاشخاص الذين تستأنس بهم أو تخافهم أو تخاف عليهم وكل الأماكن التي تحن إليها وتنفر منها وكل الاهتمامات التي تسيطر عليك والنزوات التي تغلبك والطموحات التي تحلم بها لم يعد لها وجود
حتى دموعك لم ولن تسعفك من هول المفاجأة أن تبكي مهجة قلبك أو ثمرة فؤادك
إن حادث الكهف وقصة الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه آيات نادرة الحدوث لم تحدث سوى مرة او مرتين في الحياة كلها
ولكن حدثا أكبر منهما ونقلة إلى عالم آخر اكثر إختلافا منهما يحدث كل يوم وهو أقرب إلى أحدنا من شراك نعله وبمنطق الاحتمالات هو وارد جدا ولا مراء فيه وما ليلة الفيضان عنا ببعيد
( وَلا تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا إِلّا أَن يَشاءَ اللَّهُ وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ وَقُل عَسى أَن يَهدِيَنِ رَبّي لِأَقرَبَ مِن هذا رَشَدًا )