(كونوا شامة) ذوقيات الداعية المسلم
(كونوا شامة)
ذوقيات الداعية المسلم
أ. نجوى الشيخي
عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)، يدلّنا الرسول عليه الصلاة والسلام، على سبب من أسباب تآلف الأرواح: وهو التعارف وما يدخل في نطاقه من قول وفعل المعروف.
الخلق الحسن والأدب ضرورة إحسانية لمن يريد القرب من الله ورسوله، قال عليه الصلاة والسلام: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.)
إن رسالتنا، معشر خير أمة أُخرجت للناس، أن نحمل للعالمين بلاغ الإسلام وبيانه، وأول هدف ذي مغزًى أنه رسالة للتنمية والقوة في حقنا، وأن نكون حاملي رسالة نموذجية.
من كمال سفارتنا وشروط نجاحها أن نتقدّم إلى الناس في حلة العافية والغنى والنظافة والجمال، لا في صفات متسوّلين جائعين مهزولين.
غاية المؤمن الأرضية بناء دولة مؤمنة عادلة عزيزة؛ من سمات عزتها شهادتها على الأمم، ومن تمام شهادتها نموذجيتها في كل جانب من جوانب الحياة الفردية: (حسن خلق وجمال وسمت ولياقة ولباقة وحضارة)
ينبغي للمجتمع الإيماني أن يكتسي بالسمت الجميل والمظهر الكريم النظيف (إن الله جميل يحب الجمال)
فيُربى النشء على دوام الطهارة والنظافة وعلى الكلمة الطيبة والحياء إلى سائر ما فصلته السنة النبوية من جماليات وآداب.
قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة بين الناس، وإن الله لا يحب الفحش والتفحش).
إننا حملة رسالة سماوية، فلنبرز للناس بصورة جذابة، ولِنكن شامة بين الأمم، نلفت الأنظار بجمال خلقنا وأفعالنا ومظهرنا.
وتلك سلسلة من الذوقيات يجب على الداعية المسلم أن يضعها في حسابه.