مقالاتمقالات تربوية

((كيف نُبلِّغ العلوم والدعوات))

 

✍️ د. سعد الكبيسي

نشر العلم والدعوة إلى الله مهمة الأنبياء والرسل ومهمة العلماء والمفكرين والصالحين والدعاة من بعدهم.
كل علم أو دعوة أو فكرة أو رسالة أو فتوى يراد إيصالها؛ فإنها تكون عبر مستويات ثلاثة:

المستوى الأول:
مستوى المنتجين والمبدعين للعلوم والأفكار وهؤلاء هم العلماء والمفكرون وأبرز خصائصهم:
١_ التمكن والاستيعاب العلمي والفكري التخصصي.
٢_ القدرة على الاجتهاد والعطاء العلمي والفكري.
٣_ معرفة النوازل من المشكلات والقدرة على تقديم تصور عاجل أو آجل لها.

المستوى الثاني:
مستوى المستوعبين والعارفين للعلوم والأفكار بصورة جيدة وهؤلاء هم الدعاة البارزون والمثقفون الواعون وأبرز خصائصهم:
١_ القدرة على قراءة واستيعاب النتاج العلمي والفكري للمستوى الأول.
٢_ القدرة على التعليم والتدريس والتأثير المباشر.
٣_ القدرة على تلخيص العلوم والأفكار وتبسيطها.

المستوى الثالث:
مستوى المتلقين والمستفيدين للعلوم والأفكار من الدعاة والمثقفين وهؤلاء هم عموم المسلمين على اختلاف درجاتهم وأبرز خصائصهم:
١_ استيعاب خلاصات الدعاة من المستوى الثاني وتبنيها ونشرها.
٢_ وجودهم في دوائر ومجالات أوسع.
٣_ يكتفون بالفهم العام للأفكار دون الغوص فيها.

فإن قيل: من هو أكبر أثرا وأجرا من هؤلاء الثلاثة؟
قلنا: إن الأخطر هو المستوى الأول لأنه المنتج للعلم والمنظر للفكرة لكنه بدون المستوى الثاني وهم الملخصون والداعون لها سيكونون بلا قيمة وهؤلاء بدون المستوى الثالث سيكون أثرهم محدودا ولهذا فالثلاثة وحدة واحدة لن تنجح بدون تكامل جهودهم.

وأما الأجر فأمر متعلق بالنيات والإخلاص والتوفيق فكم رأينا من علماء ومفكرين لم يبارك لهم ووجدنا من عموم المسلمين من كان سببا في تعليم وهداية خلق كثير من الناس والعكس.
إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى، والقاعدة أن الباذل للجهد الأكبر مع الصواب والإخلاص هو الذي سيكون أكبر أجرا ولا يعلم هذا الأمر في الأفراد إلا الله.
ومن توفيق الله للعلماء والدعاة أن يعرفوا في أي المستويات والمواقع هم ليكونوا أكبر أثرا وأجرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى