مقالاتمقالات الرأيمقالات فكرية

لا سبيل للتغيير إلّا بعلو الهمّة وقوة الإرادة..

أ. مصباح الورفلي

إن أصعب ما يواجه المرء الذي اعتاد في حياته على نمط وسلوك معيّن تغييره بسهولة،،،،، وهو في طريقه لتحقيق أهدافه وغاياته.. حالة الاستفاقة من الغفلة والشعور بضرورة التغيير والنهوض واليقظة هذه تحتاج إلى إرادة تقهر النفس المجبولة على الدعة والراحة وإلى عزم شديد وعلو همّة واستشراف القادم والصبر على مُكرهات الحاضر غير المعتاد عليها كسلوك.
اعلم، عزيزي القارئ، أن الناس متفاوتون في أنماطهم وسلوكياتهم في الحياة، فبعضهم لاهٍ قد ساقته طباعه إلى الركود والدعة والرضا بهذا الحال.. وبعضهم هائم في روتينية متكررة دون تقييم نتائجها، ماذا حقّقت له من منافع أو غيّرته للأفضل، وبعضهم كثير المراجعة والتقييم ولديه الحل الذي ينتشله من سابق أخطائه ونمطية حياته ويسعى للتغيير ويخطط له..
ولكنْ هناك تحدٍ صعب يواجه الأخير الذي استفاق من غفلته، وأدرك حجم المهدور من وقته وعمره، ألا وهو الهمّة العالية والإرادة القويّة اللتان تدفعانه وتمدّانه بالديمومة لتحقيق أهدافه نحو التغيير..
هناك الكثير من يخطط لنفسه ويكتب خطته واضعا الوسائل لكل هدف رسمه في تغيير نمط حياته وتحقيق نجاحه ومع هذا يعتريه الفتور وتنتابه حالة ما قبل الاستفاقة ويرجع لسابق عهده وكأن ما قدِم عليه مجرّد فورة وعاطفة جيّاشة.
ومن هنا ينبغي أن يدرك المقبل على التغيير ألا سبيل إلاّ بعلو الهمّة والإرادة القويّة والتسلّح بهما، فهما نصف نجاح التغيير، وهما من أصعب الأمور، وهما من يحدّدان الاستمرارية في تحقيق المُراد، وبرأيي هما أصعب من التكاسل والتسويف، لأن انعكاساتهما على الشخص المقبل على التغيير بالغة، لربما تدخله في حالة يأس وقنوط تبقى آثارها في مخيلته تحول دون إعادة المحاولة من جديد؛ بخاصة المتردد الذي أقبل ونفسه وجلة من القادم والنمط الجديد..
إن أكبر معين على اكتساب الهمّة العالية والإرادة القوية وعدم الغرق في وحل اليأس والفتور؛ هو الدعاء إلى الله بتضرّع وإلحاح ليرزقك هاتين الصفتين، فضلاً عن الصبر، هو الآخر صفة لابد أن يتّصف بها الشخص الطموح الساعي للأفضل لأن مُكرهات الأطوار التي سيمر بها تتطلب منه صبرا وجلدا.

كما أن مصاحبة ذوي الهمم والناجحين في حياتهم تعطي دفعة وتشحذ في النفس الهمّة، وإيّاك ومصاحبة المتكاسلين والاستماع لكلامهم وأمثالهم السلبية.
وأخيرا تيقّن أن الانتقال من طور إلى طور قد لا يتحقق من أوّل وهلة، وعند تقييم نتائجه الأولى ليس بالضرورة قد تتحقق أهدافك مائة بالمائة، الأهم من ذلك كله عدم الإحباط وإدراك ما لم تصل إليه، والعمل على الاستمرار في الطريق وعدم التفريط في صفتي علو الهمّة وقوة الإرادة، ولا تجعل للتثبيط ثغرة ينفذ منها لهما وبالله التوفيق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى