لكنك قد تموت
أ. فرج كريكش
عندما سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت إن جاء رجل يريد أن يأخذ مالي؟
أجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل بساطة
لا تعطه مالك!
فسأله مرة أخرى: قال أرأيت إن قاتلني؟
لم يقل له عليك أن تحسب موازين القوى ولم يسأله هل معه سيف؟ أو مسدس؟ أو رمانة ناسفة؟
بل قال بكل بساطة أيضا: قاتله!
فأوضح الرجل مخاوفه أكثر
قال: أرأيت إن قتلني؟
فهل تغيرت الإجابة؟
هل قال له: لا ليس إلى هذا الحد؟ أو قال له: حافظ على حياتك وعددَ له مقاصد الشريعة وذكر حفظ النفس في أولها؟
هل قال له: لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؟
كلا كلا
بل قال إن قتلك فأنت شهيد
وإن قتلته فهو في النار!
إن دفاعك عن زوجك وعن عرضك وعن صغارك وبيتك ورزقك أمر بديهي ومُسلّمة لا تحتاج إلى بيان أو شرح أو تذكير
إن العمليات العسكرية التي دكت وداهمت المستوطنات في تلك الأصبوحة المباركة أعادت البوصلة إلى جهة الشمال والأجهزة إلى إعداد ضبط المصنع والفطرة إلى نشأتها الأولى
هل يمكنك الجدال عن ميزان القوى عندما يغازل أحدهم زوجتك؟
هل من الرجولة أن تهرب من المنزل عندما تصرخ ابنتك أنّ في بيتنا رجلًا؟
كيف يطيب لك المنام وقد يخرج مغتصب بيتك من شرفة حجرة نومك يطرقع أصابعه ويتكاسل من بقايا لذة النوم على سريرك؟
ماذا؟
لكنك قد تموت؟
وماذا تنتظر مُت ولك الجنة، خير من أن تعيش أكّالاً غوّاطًا صغيرا مهانا في عيني أمك وزوجك وابنتك كما هذا الغثاء الذي لا يحسن إلا الفلسفة والبكاء خلف شاشات الهواتف النقالة!