عامقضايامقالاتمقالات الرأي

( ليبيا والمحيط المفتون )

الشيخ د. سالم الشيخي
قناعتي الراسخة بأنّ البيئة والمناخ المحيط بالوضع السياسي الليبي وبالعلاقات بين الأطراف الفاعلة في تيار الثورة يحوي أطرافًا متقابلة متضادة تنزع على الدوام إلى التعصب لرأيها وتنتهي إلى عدم الاستفادة من أيّ مشاركة أو موقف لا يتفق مع مواقفها وتوجهاتها السياسية، فحيثما توجهت بالخطاب فأنت متّهم فيما تقول من هذه الأطراف إذا لم يعجبها موقفك ورأيك تجاه الأحداث .
وهذا الوضع بالذات هو ما يمكن أن يمثل الفتنة بعينها، وعليه فليس على العقلاء والحكماء إلا أن يقولوا خيرًا ويدعو الجميع إلى كلمةٍ سواء، وأن يتجنبوا الخوض فيما لا يعلمون، وأن يمسكوا عن سوء الظن، وقد قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا “.
فمن رضي لنفسه الدخول إلى هذا العالم المفتون فعليه أن يقف طويلًا مع هذا الحديث حتى لا يقع في متتالية سوء الظن وهي بحسب الترتيب النبوي :
– الوقوع في الكذب الناتج عن سوء الظن بقولك فلان قال كذا أو فعل كذا من أجل كذا.
– التحسّس والتجسّس وهما البحث عن عيوب الناس وتتبعها بما يصدق سوء ظنك.
– الحسد.
– التدابر.
– التباغض.
– خسران الأخوة الإسلامية وبركاتها.
اللهمّ إنّا نستودعك ليبيا، أهلها، وشبابها، وأطفالها، ورجالها، ونساءها، وأموالها، اللهم احفظها واحفظهم يا الله يا مَن لا تضيع عندك الودائع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى