ماذا فعل بنا الطوفان؟

أ. مصباح بوكرش الورفلي
هناك مسألة مهمة للغاية، والحقيقة أنها شغلتني منذ فترة!
بصراحة عندنا أزمة حقيقية في تقييم الحياة؛ عندنا نحن كعرب.. تقييم الحياة من حيث تقديم الأولويات خاصة المقاصدية والقيمية.. تشعر بوجود خلل، من جهة أننا أصحاب قيم مقاصدية لا نفرط فيها مستمدة من الدين..بمعنى أن حفظ (الدين_النفس_ العقل _النسل_المال).. أسس متينة
وهذا غير موجود بنسب في العالم الغربي..
ولكن في المقابل قيم العدالة والإنسانية والتضامنية والحرية..
غائبة عنا.. وهذا يدل على وجود خلل في البنية القيمية وتصوراتنا لفهم مقاصد الدين وأسس الشريعة..
أصبحنا نحرص على الحياة أكثر من التضحيات..
في أوروبا آلاف فقدوا وظائفهم لأجل وقوفهم مع القضية الفلسطينية غزة..
في المقابل نحن “ولا داري”.
ما أريد قوله إن منظومة القيم التي نتفاخر بها هناك جزء منها مفقود، وهذا بنظري سبب تأخرنا وحالنا الذي لا يسر أحدا.
هناك شيء في موروثنا موجود إلى الآن يؤوّل ويُعطى في مبررات سمجة ويُلقي باللائمة على الفلسطيني المظلوم، وهذا الموروث يحتاج إلى ثورة و”غربلة”.
العالم الغربي، وهنا أقصد الشعوب، تحررت من هيمنة اللاهوت المحرّف، وبنت عقولها على أسس قريبة للفطرة السويّة، قديما كانت الشعوب شغوفة بنصرة الحملات الصليبية، التي تروّج لها الكنيسة والبابوية؛ فتلقي بفلذات أكبادها لأجل الحرب المقدّسة
لكن الآن لا، ما عادت الشعوب الصليبية حاقدة، صحيح أنها مشوشة أخلاقيا في بعض الأشياء، ولكن عقولها تلتصق والفطرة السليمة، بعد ما تحررت من الخرافات، والدليل كل مرة تمر بحالة وعي ويقظة، وهذا مايفسر دخول أعداد منهم في الإسلام بالتزامن مع مناصرتهم للقضايا الإنسانية ومنها غزّة.
ولهذا نحن بحاجة إلى التحرّر من هيمنة المنحرفين والمؤوّلين المُخدّرين الذين أسهموا في التشكيك وضرب منظومة القيم لدينا.
بصراحة.. أريد تحليلا لهذه الظاهرة!