مجالس فقه القرآن ونوازله المعاصرة
أ.د.فضل عبد الله مراد
مؤسس مشروع فقه العصر
رئيس مؤسسة فقه العصر والإحياء الحضاري
قوله تعالى :
(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )
حتى نعلم حقيقة المعركة التي تدور والتصريحات من هنا وهناك
لابد أن نفهم ما في هذا النص المحكم من فقه وبيان للأمة
كتبت حولها اربع مجالس
التنازلات 1 إلى 4
1_ تحويلة البيت الابيض وأبدية السخط(التنازلات1)
2_ محدودية الخيارات والتعايش السلمي التنازلات 2
3_ هل رضيتم قالوا لا .. والحرابة النووية (التنازلات 3)
4_ من التدرج إلى التدحرج (التنازلات 4)
*التنازلات(1)*
*أبدية السخط…وتحويلة هاتف البيت الأبيض*
يقول من استوى على العرش
“ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير”..
….
هذا نص في أبدية السخط الممنهج المغيا بغاية “حتى تتبع ملتهم”.
يجب أن لا ندرك هذه الحقيقة فحسب، بل يجب أن نؤمن بها كعقيدة عميقة متينة؛ لأنها جزء من ديننا تتلى في القرآن المحفوظ إلى يوم القيامة.
إننا إذا آمنا بهذه الحقيقة الصادقة الساطعة سوف نكف على الأقل عن القرابين السياسية وعن التنازلات السيادية، وسنبدأ فعلاً في تخفيض عداد السرعة المتسارع نحو غاية سرابية … ظلامية… ضبابية… متعجرفة،
أبداً لن نُحصِّلَها أو نحصُل عليها.. هذه هي الكلمة الأخيرة والأولى في الموضوع “ولن ترضى عنك”.
إننا أمام تقرير المصير وجهاً لوجه، فإما أن نستقل لنكون أو نُسْتَغل فلا نكون..
ماذا نريد بعد هذا الوضوح الأبدي “لن ترضى”، لسنا الآن بحاجة إلى بهلوان سياسي يحدق في اللاشيء ويسير نحوه ويظن أنه على شيء، ويريدنا أن نكون كذلك هذا إن لم يكن نخاساً عريقاً سرياً!! يحلل ويحلل ويحلل قائلاً:
الحقيقة أن….،
أرى أن….،
في اعتقادي أن….،
أتمنى ألا…
إلى آخر البكائية التحليلية السياسية.. هكذا يبذر تبذيرا في هذه العبارات التي هي رهينة لوضع مخجل أصاب هذا المحلل المشعوف الملهوف.
.. يا للأسى كيف تركنا فقه القرآن وتحليل القرآن القطعي وكواشفه التي لن نحصل عليها من مركز مخابرات ولا شبكات إعلام ولا لهوات محلل سياسي مهزوم محبط..
إننا لو قمنا بدراسة نفسية وسياسية وطبية واجتماعية واقتصادية لنحصل على نتيجة مقطوعة مثل هذه، لكلفنا ذلك الكثير من المال والجهد والوقت وقد يكون ما حصلنا عليه تخميناً وضرباً من الرجم بالغيب.
إن الله يكشف لنا نتيجة قطعية لم تكن عن بحث أو تأمل لبشر، بل هو علم حق ممن اسمه (الحق) “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”.
إذاً فلماذا التعب والنصب في حفظ أرقام تحويلات هواتف البيت الأبيض؟!
لماذا الارتباط بالدول الخمس دائمة العضوية حتى تشيعنا فيها أشد من تشيع الغلاة في الخمسة أهل الكساء رضي الله عنهم؟
ارتبطنا بدائمة العضوية ونسينا الحي القيوم الدائم حقا “نسوا الله فأنساهم أنفسهم”
فنسينا حينئذ من نحن
نسينا أننا خير امة أخرجت للناس،
نسينا أنفسنا فعلاً فلم نلتفت إلى البناء والنهضة الشاملة مع امتلاكنا عواملها وإمكاناتها،
نسينا أنفسنا فتعاملنا مع السرطان الذي شظى الجسد أنه صديق نعم صديق قتل العراق وفلسطين وقتلنا نحن حقاً، لأنه قتل فينا أن نفكر من نحن .
………….
*التنازلات(2)*
*محدودية الخيارات والتعايش السلمي*
يقول المولى سبحانه :
“ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير”
*في هذا النص* :
1. أبدية السخط على الرسول صلى الله عليه وسلم ودينه وأتباعه.
ولست مع الزمخشري الذي جعلها تأبيدية عابرة لحدود جغرافيا الزمن دعما لمذهبه في الرؤية بل هي أبدية في إطارالزمن الشامل للحياة الدنيا بأسرها فالآخرة لا زمن فيها
فأبدية السخط ممتدة امتداد الزمن إلى نهاية الحياة الدنيا لن تتوقف .
2. وفيه أن هذا السخط مغيا بغاية وهدف “حتى تتبع ملتهم”.
3. وفيه أن السخط والحنق ديني غايته دينية “ملتهم”.
4. وفيه وجوب الإيمان بهذه الحقيقة؛ لأنها جزء من القرآن.
5. وفيه أن اليهود والنصارى مع افتراقهم اجتمعوا على هذه الفكرة الممنهجة.
6. وفيه أن من لوازم الإيمان بهذه الآية لزوم تصديقها والعمل بمقتضاها وأظهر ذلك الكف عن القرابين والتنازلات السياسية والسيادية والمصلحية؛ لأنها لا تجدي في كسب الرضا.
7. وفيه أن ملة الإسلام هي الحق ولا يقبل عند الله غيرها؛ لأنهم على الباطل.
8. وفيه أن ملة اليهود والنصارى ليست على الحق؛ لأنها لو كانت على الحق لما حرم الله اتباعها على محمد صلى الله عليه وسلم وأتباع دين الإسلام، بل جعل ذلك أهواء.
9. وفيه حرص اليهود والنصارى على أن نتبع ملتهم؛ لأنهم جعلوا الخيارات محدودة: إما الاتباع لنا، وإلا العداوة.
10- إذاً شعارات التعايش السلمي التي يرددونها إنما هي كذب، ولذلك أبشع الجرائم في العالم هم ارتكبوها ضد الإنسانية، منها فقط الحرب العالمية الأولى والثانية التي أهلكت عشرات الملايين وحرب العراق فقط مليون مسلم قتلهم الصليب.
11- أما نحن فلا إكراه في الدين، ومن لم يقاتل ولا يظاهر علينا فسنتعايش معه ونبره ونقسط له بالنص “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”.
12- وفيه أن هذا النص يبين محدودية الخيارات من اليهود والنصارى في علاقاتهم معنا أهل الإسلام، إما أن نتبعهم أو لا رضا.. أو السخط المؤبد.
*تساؤلات*
إذاً كيف نتعامل مع هذه الخيارات؟ كيف تريدني أن أتعامل معك وأنت تحاصرني هكذا؟ كذلك ما هي نتيجة هذا السخط؟
دعونا نجيب على هذه الأسئلة:
لقد تعجبت لما استقرأت ما فرض الله علينا
أن نتعامل معهم، وما نواجه به هذا السخط.
إن هذا التعامل
المفروض يكشف عدالة وسماحة هذا الدين، دين الإسلام العالمي الخاتم.
إن الذي أخبرنا جل وعلا
في القرآن أن هؤلاء لا يمكن أن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.
هو سبحانه الذي أمرنا في نفس القرآن قائلاً:
“لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي”.
“لكم دينكم ولي دين”.
“لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين* إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تولوهم”.
“فإن قاتلوكم فاقتلوهم”.
“فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين”.
“فإن اعتزلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً”.
*أما السؤال الآخر*، فهو عن نتيجة هذا السخط، هل هو عدم رضا نفسي فقط؟ هل هو مجرد موضوع أخلاقي خاص لا يتعدى إلى التعامل العام؟
هو في الحقيقة لم يكن كذلك، والدليل عليه الآن هو أن تنظر فقط إلى نشرة الأخبار في عدد من القنوات العربية والعالمية، ماذا سترى؟ لقد جعلوا من بلادنا ساحة صراع ملتهب محلي ودولي، المشاكل والتفجيرات وسيلان الدم والفقر والجوع، كله في عالمنا العربي والإسلامي..
لماذا؟
.
لأن هذه هي النتيجة الطبيعية لساحة الحرب، هل تريد أن ترى في ساحة المعركة أزهاراً وثماراً تنمو
أم تريد أن ترى رجال الأعمال وقد أنشأوا لهم سوقاً وسط ساحة القتال؟.
لن ترى المصانع ولا الصناعات ولا الإبداع،
إننا في ساحة معركة حقيقية هي نتيجة لهذا السخط الأبدي، وليست هذه مبالغة ومزايدة؛ لأنها لو كانت كذلك لرأينا في الاتحاد الأوروبي والأمريكان والعالم غير الإسلامي، ولرأينا بعض هذه المظاهر هناك، لو كان ما يحصل في بلاد العرب والإسلام فلتة أو صدفة عادية.. لماذا لا تحصل هذه الصدف في غير بلادنا.
إذاً هي أمور ممنهجة ومخططة ومغياه إنه سخط لن ينتهي “حتى تتبع ملتهم”.
………..
*التنازلات3*
*هل رضيتم؟ قالوا: لا!!*
*والحرابة النووية في الأرض*
يقول سبحانه وتعالى:
“ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم”..
حتى..
هذه غائية تفيد امتداد السخط وفي هذا الامتداد لا بد من تدرج مطلبي خطوة بعد أخرى لتحقيق الغاية، ولا بد من برنامج وتخطيط ومنهجية لمشروع كبير.
وهنا تبدأ المطالب المرحلية وتتوالى التنازلات الطابورية بلا مرحلية تتزامن مع المطالب، بل بسباق تفاعلي متسارع كما يفيده لفظ الآية “فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم”
لماذا؟ ما هذه الهرولة المتلفة؟،
وما هو المحفز؟ “يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة”.
إذاً، إنه الخوف، إنه الجبن، يا للأسف أن يكون هذا البخس في قيادات العرب الآن، وهم أهل الشجاعة والإقدام، ما الذي أصابهم ومسخ فطرتهم؟.
الجواب منصوص “فترى الذين في قلوبهم مرض” إذاً هو القلب المريض،
وإذا مرض القلب طبياً أمكن علاجه، لكن إذا كان المرض هو اختلال في العقائد والقيم والمبادئ والمكارم، فهنا البلاء..
أتريدون دليلاً على مسخ الفطرة العربية بل حتى الحيوانية والإنسانية فيهم، كان العربي إذا استنجده أحد أو لاذ به لا يمكن أن يسلمه ولو كان عدواً، لذلك دخل النبي صلى الله عليه وسلم تحت جوار المطعم بن عدي وكان كافراً، لكن الحمية الفطرية العربية كانت موجودة، واليوم بلاد العرب يديرها نخاسون أبرموا عقوداً على أساسها.
في بيع القضية الفلسطينية، بيع العراق (وسوريا واليمن.. الى آخر قائمة الآسى )،
بيع قضايا الأمة وثرواتها ووحدتها وعنوان العقد (التعاون الدولي لإحلال السلام).
هذا هو العقد الباطل، عقد العمالة، والارتزاق؛ لأن مقصوده إحلال السلام الصهيوني والأمريكي وإرهاب وإرعاب وإرغام العرب وكل مسلم.
أيها الإخوة: لقد حصل التنازل حتى عن الغيرة الحيوانية؛ لأن الحيوان ولو قطاً صغيراً إذا هاجمته دافع عن نفسه، لقد حصل التنازل حتى عن الحمية الإنسانية فضلاً عن حمية الدين.
أتدرون تحت أي مسمى (عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير)
إذاً اضربونا اقتلونا اسجنونا، هذه أجواؤنا مفتوحة وأرضنا وقلوبنا لكم أيها الأصدقاء !! (بحسب لغة السياسة المنافقة اليوم).
إذا، هل رضيتم عنا؟ قالوا: لا.. ماذا تريدون بعد ذلك!.
*(نعم للسلام العالمي)* أها..
هذا أصل من أصول ديننا حقيقة ويكفي أن ديننا الحق اسمه الإسلام
يقول سبحانه
“يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة”،
لكن للأسف أن دول الهيمنة الكافرة استعملته كاستعمال الخوارج لمصطلح “إن الحكم إلا لله” ضد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتلوه به.
دعني أيها القارئ الكريم أذكرك بمعاهدات منع التسلح الاستراتيجي والنووي على المسلمين، وإن أدخلوا معهم من ضعفاء الدول تحليلاً.
(والمحلل والمحلل له ملعونان )
إن صناعة السلاح النووي حكمه الشرعي أنه محرم؛ لأنه من الفساد في الأرض، والدول المالكة والمحتكرة له يمارسون الحرابة النووية في الأرض..
وفي هذه الحالة يتغير الحكم الشرعي بل والعقلي والسيادي لمن كان عنده ولاء وطني لأمته.
فيجب أحد أمرين: إما منعه على كافة دول العالم بلا استثناء بما في ذلك الدول الكبرى، أو صناعته للعالم كسلاح ردع يحدث توازن القوى في العالم، ولا يجوز استخدامه لا على مدني ولا على عسكري.. هذا هو العدل، والحق.
ومع هذا استسلم الضعفاء لقرار دول الهيمنة بالمنع عليهم والشرعنة لأنفسهم بل حتى السلاح الاستراتيجي منعنا منه..
ثم ماذا؟
التصنيع، لماذا لا توجد دولة عربية كاليابان التي ليس لها مواردنا، إنه تنازل آخر إذا، وبعده، لم ولن ترضى عنا لا اليهود ولا النصارى، فماذا بعد؟
الجهاد في سبيل الله هو الهدف القادم فكيف أقنعونا أن نتركه بل أن نحاربه؟!.
من التدرج الى…. التدحرج
حفاظاً على السلام العالمي امنعوا العنف والتطرف.
هكذا, بهذا المصطلح المقبول بدأت الحملة العالمية ضد فريضة الجهاد في سبيل الله القائمة على “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين”.
ثم استغلوا وصنعوا وغذوا الجهل بالدين في صناعة الإرهاب الاستثماري المرفوض المحرم شرعاً وظهر مصطلح جديد اسمه الإرهاب، استعمل لكل مظاهر المقاومة حتى لو كانت ضد المحتل في العراق أو فلسطين.
وتفاعلنا مع هذا المصطلح حتى وصل الأمر أن غيرت حركات الجهاد اسمها إلى حركات المقاومة.
وبدأنا نخبئ بعض آيات القرآن في خطاباتنا العامة التي نصت على الجهاد.
ثم امتد عقد النخاسة الدولي المبرم مع بعض المنافقين والمرضى إلى المناهج الدراسية فحذف الجهاد وأحكامه وآياته من المناهج الدراسية.
ولما كانت باقية في القرآن المحفوظ وفي صدور الذين أوتوا العلم “بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم”.
هنا بدأت حملة محمومة على محاربة العلماء ومراكز العلم وجامعاته ومحاصرة إمداداته ومنع وصول العلماء إلى المناصب القيادية في الدولة والأحزاب.
وهذا هو جزء من الواقع الذي نعيشه الآن.. إقصاء العلماء من كل شيء، وفي التوظيف كذلك.
لكن هل سيظنون أن العلماء سيعزفون ويحاصرون؟ من ظن هذا فهو واهم؛ لأن أشد ما يكون العالم اقتراباً من الله وخدمة لدينه هو وقت الشدائد وهنا ستبدأ حركة العلماء في أخذ القيادة الشعبية والوطنية من جديد.
ماذا بعد كل هذا، هل رضيتم؟ قالوا: لا.
إذاً فليستمر التدحرج..
ظهر دعاة الردة باسم الحرية، ولما كانت السنة تذبحهم كفروا بها، فظهر من يسمون “بالكفار بالحديث” وهؤلاء قطعاً هم من قطاع الصلاة ومناع الزكاة والحج ومرتكبي الجرائم؛ لأن القرآن لم يفصل أحكامها وفصلت ذلك السنة، حتى قال أحدهم الزاني هو الذي يكرر الفعل كثيرا أما مرة ومرتين فلا، وهكذا الشارب والسارق والقاتل.. انظر كيف هدموا الدين، إنهم مرتزقة منافقون عملاء.
وفي مسألة الردة، لن أكلف نفسي أن أستدل عليهم بالسنة التي بلغت نصوصها في قتل المرتدقرابة عشرين حديثا حسب تتبعي
بل سأستدل بالقرآن، أما الردة فقوله تعالى “ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”
أي فلن يقبل منه في الدنيا لا رسمياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً ولا فكرياً ولا اعتناقاً ولا دعوة، هذا هو ما يعطيه لفظ “فلن يقبل منه”؛
لأن حذف المتعلقات يدل على عموم الحكم.
قال لي أحدهم: هذا في الآخرة قلت له: أكمل الآية نفسها “وهو في الآخرة من الخاسرين” هذا هو حكم الآخرة، فالأول حكم في الدنيا.
أما قتاله وقتله بعد إقامة الحجة عليه قضاء فدليله من القرآن “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة”، فأمر بقتالهم دفعاً للفتنة، والمرتد كافر صاحب فتنة؛ لأنه فتن الناس والمجتمع ونفسه وأسرته وجلساءه، لا حل إلا بإنهاء الفتنة إما بالتوبة أو القتل.
قال لي أحدهم: لم يذكر الله في آية الردة إلا الحكم بكفرهم “من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر..”،
قلت: ولم يذكر الله حكم القصاص في آية قتل العمد العدوان “ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم” وذكره في موضع آخر.
وكذلك الردة حكم الله بكفره، وملأ القرآن بأحكام الكفار أهل الفتنة وهذا منهم “وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة”.
ثم لم يتوقف التدحرج في التنازلات، وبقي لنا حفظ العرض، فهاجمونا.
لماذا لا تلبس المرأة ما تشاء بين الشباب
التطور هو أن تخلع أن تلبس بين سرة وركبة، أن تكون مضيفة طيران، أن تكون دعائية إعلانية، كل هذا باسم الحرية!!
لماذا صادرتم حرية مجتمع وشعب بأسره ملتزم بالحشمة وستر السوآت، ولماذا لا تجعلون الحشمة حرية أم أنكم ديكتاتوريون هنا، فالحرية أن ترضوا عنا.
ثم قالوا: دعوا المرأة تشارك في السياسات، قلنا: ومن منعها، فلتنافس كما نافست زوجة كلينتون، ثم قال الشعب كلمته في بلاد الحرية المنحرفة، كما اسقوا قريبا (كاميلا) قالوا: لا، المرأة هنا تجعل لها نسبة 30% أو…، قلنا هذه ليست حرية، أتركوها تنافس،
المهم “الكوتا والعصا ” ومع السعي الحثيث المتسارع لن يرضوا حتى الآن.
فظهر ما يسمى فصل السياسة عن الدين أو الدولة المدنية الحديثة، قلنا: هل هي تعارض الإسلام؟ قالوا: لا. قلنا: إذا ضعوا بمرجعية الإسلام وها قد وضعتها مصر أم الدنيا أيام الثورة “دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية”
. قالوا: لا، قلنا: ما السبب؟ قالوا: حقيقة لا دين مع السياسة.
قلنا: سياسة النفاق صدقت، لكن سياسة البناء والعدل والحريات والمساواة والجهاد ونصرة المظلوم والنهضة الشاملة هي من ديننا،
فاذهبوا أيها المنافقون إلى دول الكفر؛ لأنهم معكم أما نحن فلن نفرط في ثورتنا وديننا ودولتنا المدنية الحديثة المسلمة التي تتبع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن الهرولة في الباب مستمرة ولكن لا يزال قانون “ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم” ساريا، حتى جاء أخيرا من يقول شعار “الحل هو الإسلام” من الماضي.
إن كان معناه أن الإسلام دين لا يصلح لحكم الحياة والدولة فقائل هذا مرتد، وإن كان معناه أنه شعار قديم نغيره إلى “الإسلام هو التشريع والدولة”.
فيمكن أن نقول: إذا تحَّرَ في المرة القادمة، فالناس غيورون على إسلامهم.